عندما يأتي الحديث عن كليات إدارة الأعمال يتبادر إلى الذهن تلك الكليات التي تُعنى بالفلسفة والنظريات المتعلقة بعلم الإدارة من ناحية وعلم الاقتصاد وعالم المال والأعمال من ناحية أخرى. وقد نتحامل قليلاً على هذه الكليات وما تقدمه لاعتقادنا أنها في عالم آخر بعيداً عن الواقع وما يحتاجه من مهارات وخبرات. ولكن إذا أطلنا النظر قد نجد أن مخرجات هذه الكليات بما تتضمنه من تخصصات تدخل في جميع القطاعات الخدمية والصناعية. وتأتي مبادرات القائمين على هذه الكليات حثيثة لربط الجانب العلمي داخل أسوار المنشأة التعليمية بما يحتاجه سوق العمل في الخارج. وإليكم بعض النقاط التي يستحسن مراعاتها لرسم مستقبل هذه الكليات: تحتاج الكليات لدراسة الواقع المحيط بها لتظهر لها معالم الغد ومتطلباته، فالوظائف التي كانت مطلوبة في الأمس قد تتلاشى وتنتهي في المستقبل. كما تعتمد الكليات على إرث قديم وتاريخ عريق وصورة ذهنية إيجابية لدى الطلاب مما يوفر قابلية لتقبل التغيير مستقبلاً من قبل الطلاب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. كما أنه لابد على هذه الكليات أن تهتم بالمهارات الصفية واللاصفية في مناهجها ودراستها، فالمهارات العالية مكللة بالعلم ستصنع بلا شك فرقاً في التوظيف للخريجين. بالإضافة إلى التنوع في المواد الدراسية وجعل تخصصات علمية دقيقة سيضع الطلاب على طرق محددة وواضحة تعمل على توحيد الجهود وعدم تشتت الإمكانات. وكذلك لتكون جزءاً من الغد، وجب عليها أن تتحول إلى عالم الرقمنة والتحول الرقمي، وأن توجه مخرجاتها لتتواكب مع الثورة الصناعية الرابعة التي تُعنى بتكنولوجيا المعلومات والآلات والإنسان. أيضاً تفعيل دور التدريب أثناء الدراسة وتعزيز العلاقات مع القطاع الخاص والشركات بما يضمن تجهيز الطلاب بمهارات كافية قبل الدخول في سوق العمل. والجدير بالذكر أن هناك سعياً على مستوى الخليج العربي متمثلاً في "الأمانة العامة لكليات العلوم الإدارية بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" لمواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي تحتاجها تلك الكليات، لتعمل هذه الكليات وغيرها من الكليات الخاصة لإدارة الأعمال في رسم طريق الغد وتصنع فرقاً في مستقبل أوطاننا.