إذا كان نجاح الشركة وتمكينها من تحقيق أهدافها وتطلعات كافة المتعاملين معها والمستفيدين منها، يحتم الفصل والوضوح في دور كل من مجلس إدارتها ورئيسها التنفيذي، وإذا كان دور المجلس أن يجنب نفسه الدخول في تفاصيل العمل التنفيذي للشركة حيث إن ذلك من صلب مهام عمل الرئيس التنفيذي، فكيف يستطيع مجلس الإدارة أن يطمئن أن بعده عن تلك التفاصيل من جانب، وإسنادها للرئيس التنفيذي من جانب آخر، حيث هي من صميم عمله ودوره الرئيس، لا يضر بالشركة وبتوجهاتها الاستراتيجية، وبالذات أن تلك التفاصيل تسهم في خلق بيئة عمل قد تلازم الشركة طويلا، كما أنها قد تحدث آثارا لا تتضح نتائجها إلا بعد وقت قد لا يكون بالقصير. الحل يتمثل في أمرين قد ينطبق عليهما مثلنا الشعبي الدارج «لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم» بمعنى أن يتمكن مجلس الإدارة من التأكد من الطريقة التي يدير بها الرئيس التنفيذي أعمال الشركة، وفي الوقت نفسه يبتعد المجلس بنفسه عن الدخول في تفاصيل عمل الرئيس التنفيذي. الأمر الأول يتمثل في الدور الذي يجب أن تلعبه اللجنة التنفيذية في الشركة، حيث هي عبارة عن مجلس مصغر يربط بين المجلس والرئيس التنفيذي من جانب ويساعد الرئيس التنفيذي ويتابع أعماله ويسرع بها من جانب آخر، بإمكان اللجنة التنفيذية، بما يتوفر لديها من مرونة في اجتماعاتها وطريقة عملها، أن تكون أقرب للرئيس التنفيذ بما يمكنها من الاطلاع على تفاصيل عمله ومتابعته بما يطمئن اللجنة، وبالتالي المجلس، بأن ما يقوم به الرئيس التنفيذي ويمارسه، بل وما يتخذه من قرارات هو في التوجه الصحيح مع ما يرغبه المجلس ويتوجه إليه. الطريقة الثانية، التي تمكن المجلس من الاطمئنان لما يقوم به الرئيس التنفيذي، دون الدخول في تفاصيل عمله، هو تخصيص وقت محدد في بداية اجتماع المجلس، لعرض تقرير عما تم في الشركة، ولكن المهم في هذا التقرير أن يكون مختصرا ومحدودا كي لا يذهب بالمجلس بعيدا عن دوره الرئيس، وجدول أعماله الأكثر أهمية من الدخول في تفاصيل قد لا تكون من صلب عمله، ولكي يحقق هذا التقرير ذلك الشرط فبالإمكان أن يرسل مسبقا لكافة أعضاء المجلس لاطلاعهم عليه والاكتفاء، أثناء وقت اجتماع المجلس، بطرح الأسئلة والتعليقات على ذلك التقرير بدلا من استعراضه كاملا من قبل الرئيس التنفيذي.