مازالت الكلمات الغنائية تقود تفاصيل العمل الإبداعي الجميل وعودتها إلى سابق عهدها في ظل انفجار أغلبها وتغريبه، من هنا يكون وحيّ الابتكار من الملحن، كما فعل الموسيقار د. طلال في اأغنية "يكفي غياب" التي ساهمت في امتزاج المقامات، حين كان ارتكازها على "العجم" والتحول إلى "السيكا" المصور على ال "لا" ربع بيمول، هذا الامتزاج في المقامات هو المحرض لماجد المهندس الذي اعتلى هامة الأغنية، من دون "كلل ولا ملل" في تقديم نفسه ضمن ابتكار الملحن والارتكاز على قصيدة الأمير الشاعر سعود بن عبدالله، الذي ساهمت كلماته الاجتماعيه العاطفية بطابعها الوجداني في التحول النغمي. الانتظار في عدم التأخير، هو بلا شك اللا مبالاة، تفسير واضح لكل الحالات العاطفية مع كل الأجيال.. أيه يكفي غياب.. ما تعبت من السهر وحدك ما بقى فيني وصال وماعزفته.. كل مرة.. لضي وعدك انا تعبت في غيابك.. اهدني مره وصالك ونتقابل شفني طحت من الغياب وقلبي ذابل.. ايه ازعل بس تعال وانا قابل قلنا يكفي غياب .. قلنا يكفي غياب. التوصيف هنا دقيق للحالة النفسية والعاطفية، لم تكن بعيدة عن التوصيف في "شفني طحت من الغياب"، الصورة في توظيف الكلمة في السرد الغنائي، القبول وما جاء قبله الترجي بأن يعود، حالة عشق مختلفة غلفتها الموسيقى والخيال الوجداني، توظيف المعاني في مذهب الأغنية لم يكن إلا حالة تشابك الكلمة والنغم، موظفة طريقة العشاق. الأماني .. صعبة بدونك.. والثواني .. كلها عيونك وانته احكم ياحبيبي فالمحبة وانا راضي ايه راضي وانته حتى كون خصم وكون قاضي يابعد روح الاماني .. صير لو مره مكاني ياللي شايف ظلم.. بس راضي ومتغاضي. هنا لا يجد إلا عشق حاكم، مازالت هي الخصم والقاضي، هنا التوسل يخطو للظلم بعينه يتابع التغاضي حتى في البعد وانقطاع الوصل، يعاتب من يخاصم الشوق الذي كلف الكثير. وش يصير إن جيت ورضانا تبسم وصارت الدنيا مراجيح وأغاني وصير لعيوني وعد .. وانسى اي شي ثاني وخلني شمس لمغيبك .. ايه اوجعني واطيبك ياللي انت اللي احبه .. وانا فعيونك حبيبك قلنا يكفي غياب .. قلنا يكفي غياب من هنا تفسير الثقافة والعمل الفني بعد التحول إلى "السيكا" المصور على حرف "لا" ربع بيمول، متجارياً مع الوجدان التي تدعمها الكلمات، كما يحصل في كوبليه الأغنية حينما قال: "وش يصير إن جيت ورضانا تبسم" هنا يتبين الخوف والملامة التي غالباً ما ينتج عنها السخط على من يفعل الأحباب "قلنا يكفي غياب.. قلنا يكفي غياب"، لماذا هذا الخوف لماذا.! يريد النشوة يريد زرع الابتسامة في قلبه، ليس غريباً عن المجتمعات ذات الوصل في الأغنية. ماجد المهندس لم يقف مؤدياً، ساير كل التحولات النغمية والأرتام، لم تكن إلا إعادة للزمن الجميل، في تقديم القالب الإبداعي، والشكل العاطفي الذي بناه الأمير سعود بن عبدالله في أسلوبه الرائع. من هنا تنطلق خطوط عودة الأغنية الفاخرة التي تقدم في قوالبها الفنية الإبداعية، عادت دون حرج من الفوضى، حين تلتحم الأنغام والمقامات كحالة إبداعية فارهة كان ركنها الأمير الشاعر سعود بن عبدالله والملحن د. طلال والمغني ماجد المهندس، غيروا الطابع رغم اختلاف الظروف والأجيال. الأمير الشاعر سعود بن عبدالله