يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عدة مواقف لفرض سيادته على الدول العربية منتهكاً لحدودها وجيشها, طمعاً في السيطرة عليها وتحقيق حلمة بالخلافة العثمانية المزعومة. فقد برر طمعه بثروات وخيرات أرض ليبيا بأن "ليبيا إرث عثماني وإرث مصطفى كمال أتاتورك الذي أدى خدمات جليلة بها بصفته ضابطاً عثمانياً, ولا يجب أن ننسى كفاحه في ليبيا". وأكد الباحث السياسي الدكتور طه علي أن أردوغان يتبع سياسة جديدة في مخططة للتدخل في شئون الدول العربية ونشر الفوضى في المنطقة العربية, بحيث لا يجازف بالجنود الأتراك تفادياً للضغوط الداخلية عليه في تركيا, فهو يعتمد في سياسته بالتدخل في ليبيا على إرسال المرتزقة والإرهابيين فيها. وكشف مصادر لموقع "العربية" أن تركيا أرسلت 4 آلاف من عناصر التنظيمات الإرهابية إلى ليبيا للمشاركة في إشعال الأزمة الليبية في طرابلس. وأوضحت "العربية" أن الميليشيات المدعومة من تركيا تضم مسلحين سبق لهم أن قاتلوا مع القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات, وارتكبوا جرائم وحشية بحق الجماعات الكردية والمدنيين السوريين, الأمر الذي تزامن مع إدانات منظمة الأممالمتحدة المتكررة لتدفق الأسلحة والمسلحين الأجانب إلى ليبيا. وحال قطر ليس أفضل من ليبيا, فمن قاعدة "طارق بن زياد" التركية في الدوحة؛ يعزز جهاز المخابرات التركي تواجده في قطر. وكشف موقع "انتليجس اونلاين" الفرنسي أن الاستخبارات التركية عززت وجودها في الدوحة خلال الفترة الأخيرة, وقد تم الاتفاق على المساعدة في إعادة تنظيم جهاز الأمن والمخابرات القطري قبل مونديال 2022م, وقد رحبت قطر بهذا الاتفاق وسيتم تدريب ضباط المخابرات القطريين في مدرسة تابعة للاستخبارات التركية بأنقرة. وفي العام المنصرم أعلن أردوغان افتتاح قاعدة عسكرية أخرى في قطر مطلقاً عليها اسم "خالد بن الوليد" وسط استنكار دولي، حيث اعتبر ذلك احتلال تركي لقطر. ورغم محاولتها وسعيها للانتشار في الدول العربية إلا أنها تشن حرباً شرسة ضد العرب في تركيا، سواءً بإساءة معاملة السياح أو منهم أو اللاجئين والمقيمين، وكانت اخر صرعات هذه الحرب حملة إزالة لوحات المحلات التي كتبت باللغة العربية واستبدلتها بالتركية، بذريعة شكاوى من المواطنين الأتراك من تفشي المحال العربية!