تراجعت الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أمس وسط قلق المستثمرين بشأن تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، على الاقتصاد العالمي. وأسفر الفيروس عن وفاة أكثر من 900 شخص وإصابة 40 ألفا في البر الصيني الرئيس وانتقل إلى أكثر من عشرين بلدا في إطار ما اعتبر حالة طوارئ صحية عالمية. وأثّر كذلك على الإمدادات الرئيسة لمواد كثيرة، انطلاقا من الأغذية والأدوات المنزلية وصولا إلى قطع السيارات والمعدّات الكهربائية. وأغلق مؤشر نيكاي 225 الرئيس في بورصة طوكيو على انخفاض بنسبة 0,6 بالمئة بينما حدت هونغ كونغ من بعض خسائرها لتنهي التداول على انخفاض بنسبة 0,6 بالمئة بعدما هوت 1,1 بالمئة عند بدء التداول. وفي سيدني تراجعت الأسهم بنسبة 0,1 بالمئة بينما انخفضت في سيول بنسبة 0,5 بالمئة وفي سنغافورة بنسبة 0,7 بالمئة. وفي شنغهاي، انتعشت الأسواق بعدما فتحت على انخفاض بنسبة 0,5 بالمئة وأغلقت على ارتفاع بذات النسبة. وتراجعت الأسهم كذلك في كل من تايبيه وجاكرتا وبومباي. وراقب المستثمرون حول العالم التطورات بقلق في وقت تواجه الصين، ثاني أكبر قوّة اقتصادية في العالم فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر نهاية العام الماضي في مدينة ووهان وسط البلاد. وانعكست تداعيات الوباء محليا على أرقام التضخّم في الصين التي نُشرت الاثنين وأظهرت أكبر ارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية منذ أكثر من ثماني سنوات، بينما ارتفعت أسعار الأغذية بنسبة تجاوزت 20 بالمئة. وعطّل تفشي الفيروس كذلك سلاسل الإمداد لكبرى الشركات العالمية على غرار "فوكسكون" المزودة لمجموعة "أبل" وشركة "تويوتا" العملاقة لصناعة السيارات. وأقفلت أبرز منشآت الإنتاج في أنحاء الصين أبوابها بشكل مؤقت، حيث فرضت السلطات إغلاقها واتّخذت إجراءات حجر صحّي. وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن وجود بعض المؤشرات بشأن استقرار عدد الإصابات في الصين، لكن المدير العام للوكالة تيدروس أدحانوم غيبريسوس حذّر من أن عدد الإصابات في الخارج قد لا يكون سوى "قمة جبل الجليد". وقالت خبيرة الاقتصاد لدى شركة "أيه إم بي كابيتال إنفسترز" ديانا موسينا لتلفزيون بلومبرغ إن "فيروس كورونا هذا يبدو أنه مستمر لفترة أطول ويصيب مزيدا من الأشخاص وسيتأثّر النمو لفترة أطول". وأضافت "لن يكون بالإمكان تعويض جميع التداعيات السلبية في الربع الأول" من العام. تقييم الأضرار حذّر المحللون من أنه لم يتم بعد فهم التداعيات الاقتصادية لتفشي الفيروس في البر الصيني الرئيس والخارج بشكل كامل. وقال كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى "أكسي كورب" ستيفن إينيس "دعونا لا نحاول تجميل الأمور. مع إغلاق جزء من مجمّع الصين الصناعي إلى ما بعد (رأس السنة القمرية)، نتّجه إلى إحدى أسوأ فترات النمو الاقتصادي في الربع الأول من أي عام تم تسجيله". ويأتي تراجع الأسواق الآسيوية في بداية الأسبوع بعد نهاية أسبوع سلبية في وول ستريت الجمعة في نيويورك، حيث أغلقت المؤشرات الثلاثة الرئيسة على انخفاض. وتأثّرت أسواق الطاقة كذلك بالنشاط الاقتصادي السيئ في الصين، أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، لتتراجع أسعار الخام. وأوصت اللجنة التابعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخفض الإنتاج بشكل إضافي السبت، مشيرة إلى التداعيات السلبية للوباء على النشاط الاقتصادي. وانخفضت عقود خام برنت وغرب تكساس المتوسط المرجعيين بنسبة 0,3 بالمئة أمس. وقال كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة "أواندا" الاثنين "بدأت الأسواق الآسيوية تداولها على انخفاض أكبر بكثير واستعادت بعض خسائرها الأولية". وأضاف "لكن من الصعب رؤية المزيد من المكاسب تحدث من هنا على وقع فيروس كورونا. سيكون هذا محور الأسبوع على الأرجح مع حساب مجموع الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الوباء". ومع بدء التداول في أوروبا، سجلّت أسهم لندن انخفاضا بنسبة 0,3 بالمئة وباريس بنسبة 0,3 بالمئة بينما تراجعت مؤشرات فرانكفورت بنسبة 0,2 بالمئة.