سيطرت قوات النظام خلال 24 ساعة على أكثر من 20 قرية وبلدة في شمال غرب سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، برغم تحذيرات أنقرة لها من الاستمرار في هجومها الميداني. ومنذ ديسمبر، تصعّد قوات النظام بدعم روسي حملتها على مناطق في إدلب وجوارها، تؤوي أكثر من ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون، وتسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وحلفاؤها، وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً. وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 300 مدني، وفق المرصد السوري. كما دفع بنحو 520 ألف شخص، بحسب الأممالمتحدة، للفرار إلى مناطق أكثر أماناً. وأفاد المرصد السوري الأربعاء أن "سيطرت قوات النظام خلال الساعات ال24 الماضية على أكثر من 20 قرية وبلدة" في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتحديداً محيط مدينة سراقب، التي تسعى للسيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية. وطوقت قوات النظام مدينة سراقب من ثلاث جهات، وتبتعد عنها كيلومتراً واحداً فقط، وبإمكان الفصائل المقاتلة الخروج من المدينة من الجهة الشمالية فقط، بحسب المصدر ذاته. ويأتي هذا التقدم بعد تهديدات أردوغان لقوات النظام لإجبراها على التراجع. و وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه في حال لم تنسحب قوات بشار الأسد إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال فبراير الحالي، فإن الجيش التركي سيضطر لإجبارها على ذلك. وأضاف إن استهداف الجنود الأتراك من قبل النظام السوري في إدلب، بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لبلاده، وجاء ذلك في كلمة أدلى بها أمس الأربعاء لأعضاء حزبه في البرلمان، في العاصمة أنقرة ونقلتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية. وأكمل أردوغان تهديده للنظام:" قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة ". وتابع: "عند تعرض جنودنا أو حلفائنا لأي هجوم، فإننا سنرد بشكل مباشر ودون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم". وتحظى سراقب، التي باتت خالية من السكان، بأهمية استراتيجية كونها تشكل نقطة التقاء بين طريقين دوليين، هما ال"أم فايف" ويربط مدينة حلب بدمشق ويعبر مدناً رئيسية عدة وصولاً إلى الحدود الجنوبية، وطريق ال"أم فور"، ويربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً. وبالتزامن مع معارك إدلب، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل في ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي حيث يمر أيضاً الطريق الدولي "إم فايف". وأفاد المرصد عن استمرار تقدم قوات النظام أيضاً في تلك المنطقة. وترغب قوات النظام باستعادة السيطرة على أجزاء من الطريقين خارج سيطرتها. وشهد محيط سراقب ليل الأحد الإثنين تصعيداً نادراً بين القوات السورية والتركية، التي أدخلت تعزيزات عسكرية في الأيام الأخيرة إلى إدلب.