مازال المستثمرون والتجار في المملكة يتابعون عن كثب آخر تطورات تفشي فيروس كورونا ووهان وحالة الطوارئ التي سببها في العديد من دول العالم يحدوهم التفاؤل بقرب انتهاء الحالة، ويدفعهم لذلك التفاؤل ثقتهم بقدرات العملاق الصيني وقدرته على توفير إمدادات الاحتياجات الضرورية اللازمة للتغلب على الوباء، وأكد عدد من التجار المستثمرين بأن طول الفترة الزمنية دون احتواء الفيروس سيكون خطراً كبيرا يهدد التجارة البنية الصينية مع عموم أسواق العالم، مشيرين إلى صعوبة تأثر حركة الواردات المعتادة للسوق السعودي من الصين على المدى المتوسط والقصير بسبب الوباء، في حين أن التعاملات الجديدة قد تشهد نوعاً من التباطؤ والخطر نتيجة لتقييد حركة الإنتاج وحركة السفر من وإلى الصين ما قد يتسبب في توفير السلع من تلك المعاملات من مصادر بديلة وقد ينتج عن ذلك بعض التذبذب في أسعارها محلياً، كما أكد عدد من المتعاملين في سوق الأسهم السعودي سلبية الوباء على المؤشر العام للسوق بشكل بسيط لكنه أسهم بوجود عدد من المسببات الأخرى في تراجع مؤشر تاسي بنسبة 2 % على أساس شهري في يناير. وقال رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني بمجلس الغرف السعودية، محمد بن عبدالعزيز العجلان ل"الرياض" هناك ثقة كبيرة لدى المستثمرين والتجار السعوديين بقدرات الحكومة المركزية الصينية وبالقدرات الصينية في مواجهة تفشي فيروس كورونا ووهان في الصين، خصوصاً وأن هذا الفيروس يعد من الفيروسات المتحورة التي يصعب التعامل معها، وقد يكون من حسن حظ العالم بأن بداية انتشاره كانت في دولة قوية وصارمة ولديها قدرات على توفير إمدادات الاحتياجات الضرورية اللازمة للتغلب على الوباء كالصين. وأشار محمد العجلان، إلى أن التخوف من طول فترة التعامل مع الوباء ومحاصرته هو أمر مقلق لعموم الأسواق التي لديها ورادات من الصين وكذلك صادرات فكلما طالت مدة الوباء كلما كان الأوضاع أكثر صعوبة نتيجة لتقييد حركة السفر وحركة العمل احترازاً من الوباء. وقال نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني بمجلس الغرف السعودية، أحمد سعد الكريديس، يصعب تأثر حركة الورادات المعتادة من الصين سلباً بسبب تفشي فيروس كورونا ووهان في الصين على المدى المتوسط والقصير، بعكس التعاملات والعقود الجديدة التي قد تتأثر نتيجة لتقييد حركة السفر وحركة العمل في الصين جراء أعمال مقاومة المرض، وفي حالة طول الفترة فقد يمكن لتلك التعاملات البحث عن مصادر بديلة وقد يحدث ذلك نوعاً من الذبذبة في أسواق تلك السلع. وأشار أحمد سعد الكريدي، إلى ثقة التجار والمستوردين بالمملكة بشركائهم في الصين وقدرتهم على التغلب على هذا الوباء، مبينًا بأن خطر انتقاله عبر الورادات مستبعد نظراً لصرامة الإجراءات الاحترازية التي تطبقها المملكة وأيضاً طبيعة الفيروس الذي تؤكد النشرات الطبية بأنه لا ينتقل عبر البضائع والسلع. بدوره قال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث، إن طول فترة التعامل مع الوباء ستكون مؤثرة على السلع المستوردة من الصين فكلما طالت تلك المدة كان هناك مبرر طبيعي للتجار للبحث عن مصدر للسلع التي قد يتعطل تدفقها جراء الإجراءات الاحترازية تجاه المرض والتي منها تقييد حركة السفر وتقييد حركة الإنتاج في بعض مناطق الإنتاج بالصين. من جهته قال عضو لجنة الأوراق المالية بغرفة تجارة الرياض، خالد الجوهر، إن تفشي فيروس كورونا ووهان في الصين وحالة الطوارئ التي سببها فى العديد من دول العالم، أثرت على عدد من أسواق المال ومنها سوق الأسهم السعودي ولكنه ليس هو السبب الوحيد لتراجع مؤشر تاسي تراجع بنسبة 2 %، على أساس شهري، في يناير، فالسوق في الأساس لم يحقق الإيجابية التي كانت متوقعة له بعد عدد من المحفزات الكبيرة التي على رأسها نجاح اكتتاب أرامكو ودخوله للمؤشرات العالمية ومن الضروري للسوق بأن يواكب تلك التغيرات الإيجابية بشكل يضمن ارتفاع السيولة فيه بشكل يوائم ربحية وجاذبية الشركات المدرجة فيه. وتضمن تقرير حديث لشركة جدوى للاستثمار تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودي بنسبة 2 %، على أساس شهري بنهاية يناير 2020م، نتيجة لانتشار فيروس كورونا في الصين الأسبوع الماضي، وما ترتب على ذلك من إضعاف للثقة بين أوساط المستثمرين وتخوفهم من احتمال أن يؤدي فيروس كورونا، في حال انتشاره، إلى تراجع كبير في نمو الطلب العالمي على النفط، الذي يتوقع نموه بدرجة طفيفة 1.2 %، على أساس سنوي، عام 2020، وبين التقرير آن آخر وباء كبير، أدى إلى تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عام 2003م، كان سبباً في تراجع ملموس لمعدلات الطلب على وقود الطائرات، وبمستوى أقل الديزل، في الصين خلال نفس العام. محمد العجلان أحمد الكريديس د. عبدالله المغلوث خالد الجوهر