قال اليوم باحثون من جامعة هونغ كونغ إنه يجب على الحكومة اتخاذ اجراءات "صارمة" تقيّد تحركات الناس للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد، وقدر الباحثون بناء على نماذج حسابية أن عدد الإصابات تجاوز الاربعين ألفا. وأصدر هؤلاء العلماء من جامعة هونغ كونغ تحذيرهم بعد تسارع انتشار الفيروس الذي أدى إلى 80 حالة وفاة معلنة في الصين. وأعلن رسميا عن 2744 حالة إصابة في الصين، من بينها رضيع يبلغ عمره تسعة أشهر، في حين تضاعف عدد الحالات المشتبه فيها خلال 24 ساعة ليبلغ 6 آلاف حالة. وقال مدير مجموعة الابحاث غابريال ليونغ "يجب علينا الاستعداد لاحتمال تحول هذا الوباء الاستثنائي إلى وباء عالميّ". وأضاف "يجب اتخاذ اجراءات مهمة وصارمة في أقرب وقت ممكن للحد من تحركات السكان". ارتفع عدد الوفيات بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين إلى 81 اليوم الاثنين بينما مددت الحكومة عطلة العام القمري الجديد وأغلق المزيد من الشركات الكبرى أبوابه أو طلب من الموظفين العمل من المنزل في مسعى لكبح انتشار الفيروس. وزار رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ مدينة ووهان مركز التفشي والواقعة بوسط البلاد مع سعي الحكومة لإظهار جديتها في التعامل مع الفيروس. غير أن أسواق الأسهم الآسيوية تهاوت حيث هبط مؤشر نيكي الياباني اثنين بالمئة مسجلا أكبر خسارة يومية في خمسة أشهر مع تزايد قلق المستثمرين. وتدفق المستثمرون على الأصول التي تعتبر ملاذات آمنة مثل الين الياباني وأذون الخزانة. وقفز إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس بنحو 30 في المئة إلى 2744، نصفهم تقريبا في إقليم هوبي وعاصمته ووهان. ومع تزايد القلق في أنحاء العالم، منعت هونج كونج التي تحكمها الصين دخول من زاروا هوبي خلال الأربعة عشر يوما الماضية. ولا يشمل الحظر سكان المدينة التي أكدت ثماني حالات إصابة. وفرضت مكاو القريبة، التي أكدت إصابة واحدة بالفيروس الشبيه بالإنفلونزا، حظرا مماثلا على القادمين من هوبي ما لم يثبتوا خلوهم من الفيروس. وأكدت أستراليا اليوم الاثنين خامس حالة إصابة وكانت امرأة جاءت على متن آخر رحلة من ووهان إلى سيدني قبل فرض حظر للسفر. وكثفت المطارات في أنحاء العالم فحص المسافرين القادمين من الصين رغم أن بعض الخبراء شككوا في فاعلية ذلك. يخوض مئات العمال في ووهان سباقا ضد الزمن لإنهاء بناء مستشفى بسعة ألف سرير خلال فترة 10 أيام ضمن سعي السلطات لكافحة فيروس كورونا المستجد.وسط الجرافات ومقاييس الحرارة للكشف عن حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي، يعمل مئات العمال في إحدى ضواحي مدينة ووهان على استكمال بناء المستشفى.وقال عامل ثلاثيني في الموقع،"يجب أن نسرّع الأمر لمكافحة الوباء". ويضيف أنه يجب العمل، في المدينة التي تعيش عمليا في ظل حجر صحي، تسع ساعات يوميا "تزيد وتنقص حسب الحاجة".وتواجه المستشفيات صعوبات في المدينة، التي تمثل مركز انتشار الفيروس، نظرا لاعداد المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي الحاد أو الخائفين من التقاط العدوى.لذا،بدأت السلطات بناء مستشفيين اضافيين، يجب الانتهاء من أشغالهما في زمن قياسي. ووفق وسائل الإعلام المحلية، بدأت أعمال بناء المستشفى الأول الجمعة وتنتهي بحلول 3 فبراير. ويمتد "مستشفى على مساحة 25 آلف متر مربع.ومن المنتظر بناء مستشفى ثان، بسعة 1300 سرير، خلال أسبوعين. المستشفيان مخصصان لاستقبال ضحايا فيروس كورونا المستجد.