تجاوزت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 361 شخصا، عدد الوفيات بفيروس سارس في الصين القارية التي أعلنت أنها بحاجة «ملحة» إلى أقنعة واقية حيث افتتح الاثنين مستشفى تم تشييده في فترة قياسية لمواجهة تدفق المرضى. وبعد عطلة استمرت عشرة أيام بمناسبة راس السنة الصينية، تكبدت أسواق المال الصينية التي تشعر بقلق كبير من شلل البلاد وآفاق اقتصادية سيئة، خسائر كبيرة. وقد أعلنت الصين الاثنين إنها «بحاجة ملحة» لأقنعة طبية واقية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيانغ في ايجاز صحافي «ما تحتاجه الصين بشكل عاجل هو أقنعة طبية، وبزات واقية ونظارات وقاية». وبعد عشرة أيام على بدء الحجر الصحي على مدينة يوهان بؤرة الفيروس الذي انتقل إلى 24 بلدا، أعلنت اللجنة الوطنية للصحة حصيلة جديدة تبلغ 361 وفاة، بينها 57 سجلت يوم الأحد وحده. وفي الصين القارية (بدون هونغ كونغ وماكاو)، أصبح عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس أكبر من عدد الذين سقطوا في وباء فيروس سارس الذي أودى بحياة 349 شخصا في 2002-2003. وتشكل وفاة 57 مريضا في يوم واحد أكبر حصيلة منذ بداية الوباء في ديسمبر. من جهة أخرى، سجلت أول وفاة بالمرض خارج الصين. فقد توفي صيني يبلغ من العمر 44 عاما وأصله من ووهان في الفيليبين كما اعلنت منظمة الصحة العالمية صباح الأحد. العمل عن بعد على الرغم من انتهاء العطلة نظريا الأحد، ما زالت الصين تعمل ببطء بعدما مددت شركات عديدة العطلة لأسبوع أوسمحت لموظفيها بالعمل من منازلهم. في شنغهاي العاصمة الاقتصادية للبلاد، يمنع مبنى الموظفين من الدخول إلى أماكن العمل بموجب مذكرة صدرت عن البلدية وتنص على تأجيل استئناف النشاط إلى العاشر من فبراير. وفي بكين يضع كل السكان تقريبا اقنعة واقية، بينما بقي حي الأعمال مقفرا وكانت حركة السير أقل بكثير بعد نهاية أسبوع هادئة. وتجري مراقبة حرارة القادمين بشكل منهجي عند مداخل أبنية ومكاتب وأماكن عامة مثل الحدائق. ومنحت الحكومة ثلاثة أيام عطلة إضافية على أمل تأخير عودة مئات الملايين من العمال المهاجرين كانوا يزورون مناطقهم بمناسبة عطلة رأس السنة، إلى المدن. لكن هؤلاء بدأوا بالعودة تدريجيا إلى المدن الكبرى. تداعيات اقتصادية تراجع مؤشر بورصة شنغهاي 7,72 بالمئة إلى 2746,61 نقطة، بينما انخفضت سوق المال في شينزن، ثاني بورصة في الصين القارية 8,41 بالمئة إلى 1609,00 نقطة، في أول جلسة لهما بعد فترة توقف طويلة بسبب عطلة راس السنة القمرية. وحدث ذلك مع أن السلطات الصينية أعلنت الأحد اجراءات لطمأنة المستثمرين. فبين الاقتصاد المشلول والمصانع والمحلات التجارية المغلقة ومستقبل تلفه الشكوك وتراجع الثقة، أعلن البنك المركزي الصيني أنه سيضخ اعتبارا من الإثنين 1200 مليار يوان (156 مليار يورو) للحد من تأثير الوباء. وأوضح البنك المركزي في بيان أن هذا التدخل يهدف إلى الحفاظ على «سيولة معقولة ووافرة» للنظام المصرفي، وكذلك التأكد من استقرار أسواق الصرف. في الخارج، أعلنت دول مجموعة السبع أنها ستتشاور لتقديم «رد موحد» على الوباء، حسما أعلنت وزارة الصحة الألمانية الأحد. واتخذت دول عدة إجراءات وقائية. وقد منعت الولاياتالمتحدة واستراليا ونيوزيلندا والعراق واسرائيل والفيليبين دخول الأجانب الذين زاروا الصين مؤخرا من دخول أراضيها. وأثارت إجراءات الولاياتالمتحدة خصوصا استياء الصين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيانغ إن الولاياتالمتحدة «لم تقدم مساعدة مهمة» وكانت «أول من قام بإجلاء طاقم قنصليته في ووهان وتحدث عن سحب جزئي لطاقم سفارته وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين». وأضافت شونيانغ في حوار مع صحافيين على شبكة «وي شات» الصينية للتواصل الاجتماعي «لم تتوقف عن بث الذعر ما يمثل نموذجا سيئا جدا». من جهتها، أغلقت منغوليا وروسيا والنيبال حدودها البرية مع الصين. و ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء الاثنين إن روسيا تعتزم ترحيل الأجانب المصابين بفيروس كورونا الجديد. وأبلغت روسيا، التي تمتد حدودها مع الصين 4300 كيلومتر، عن حالتي إصابة بالفيروس الأسبوع الماضي. والمصابان مواطنان صينيان. وقال مسؤولون إن الجيش الروسي سيبدأ في إعادة المواطنين الروس جوا إلى ديارهم من إقليم هوبي الصيني، بؤرة تفشي الفيروس، اليوم الاثنين ويستعيد 130 شخصا من إجمالي أكثر من 600 شخص يعيشون هناك. ونقلت وكالة إنترفاكس عن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين قوله أمس إن موسكو تعتزم ترحيل الأجانب الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس. كما اقترح تأجيل المنتدى الاقتصادي الروسي السنوي المقرر عقده في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود من 12 حتى 14 فبراير . في الوقت نفسه، تتواصل عمليات إجلاء الأجانب. فقد حطت الأحد في جنوب شرق فرنسا طائرة فرنسية ثانية نقلت ركابا من ثلاثين جنسية من ووهان. وأعلنت السلطات الفرنسية أن التحليل التي أجريت لعدد من هؤلاء المسافرين الفرنسيين والأجانب ظهرت عليهم عوارض المرض، أثبتت أنهم ليسوا مصابين بالفيروس. وحطت طائرة في المغرب قامت بنقل 167 مغربيا. واخيرا أعلنت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية الاثنين أنه سيتم منع الركاب وأفراد الطواقم الذي سافروا مؤخراً إلى الصين من الصعود على متن السفن السياحية في أنحاء العالم. كما أعلنت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام عن إغلاق أربع نقاط حدودية إضافية تربط هونغ كونغ بالبر الرئيسي الصيني من أجل الحد من الحركة، التي يقول المنتقدون إنها تجعل هونغ كونغ مفتوحة أمام فيروس كورونا المتحور الجديد.