المملكة.. سند فلسطين والعالم العربي والإسلامي

أكد سفير دولة فلسطين لدى المملكة العربية السعودية باسم الآغا على مواقف المملكة الداعمة للقضية الفلسطينية. مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني مستمر في صموده لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الآغا في تصريحات ل"الرياض": "اتصال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - بالرئيس محمود عباس يمثل بلسماً لجراح الفلسطينيين، وإسناداً قوياً لقضية فلسطين العادلة".
وأشار السفير إلى أن صفقة القرن لم تقدم حلاً للقضية الفلسطينية بل زادت الأمور تعقيداً.
كما أكد خبراء سياسيون خلال حديثهم ل"الرياض" على موقف المملكة الثابت والداعم للقضية الفلسطينية والذي يؤكد على دعم خيارات الشعب الفلسطيني بما يحقق طموحاته وآماله مشيرين إلى أن صفقة القرن بعيدة عن القوانين والأعراف الدولية الصادرة من الأمم المتحدة وغيرها من مبادرات ومشروعات سلام إقليمية ودولية.
مواقف مميزة للمملكة
أكد السفير الفلسطيني لدى المملكة أن صفقة القرن زادت الأمور تعقيداً واحتقاناً، مشيراً إلى أن ما جاءت به ليس حلاً.
وأشاد الآغا بمواقف المملكة القوية المساندة للقضية الفلسطينية مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يستمد صموده من المواقف القوية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - ومواقف المملكة المميزة. وأضاف: ثقتنا بالمملكة كبيرة وعالية.
د. النحاس: على شعب فلسطين الوقوف مع القيادة الشرعية
د. الحربي: خطة ترمب تتعارض مع القرارات الدولية
ووصف اتصال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - بأخيه الرئيس الفلسطيني بالبلسم لجراح الفلسطينيين. مؤكداً أن هذا الاتصال جاء ليؤكد أن المملكة حكومة وشعباً مع فلسطين. وأضاف: هذا الاتصال هو إسناد قوي للشعب الفلسطيني، معرباً عن شكره للملك سلمان وللمملكة ولكافة الدول العربية الداعمة لفلسطين.
وشدد الآغا على أن الشعب الفلسطيني مستمر في مطالبة حقوقه الشرعية كاملة.
وقال: "إيماننا بالله كبير ثم بشعبنا الفلسطيني وقيادتنا وأمتنا العربية، وكما قلت سابقاً المملكة قلعة فلسطين وقلعة القدس وقلعة العرب والفلسطينيين والإنسانية، وسنبقى متمترسين في مواقفنا فنحن نبحث عن السلام وعن العدالة لأننا نريد أن نحيا حياة حرة كريمة".
ووصف السفير الفلسطيني صفقة القرن باستعراض قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد من خلاله أن يعود لكيانه ليقول إنه البطل.
وأكد السفير الآغا على أن فلسطين تؤمن بالشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية ومتمسكة بمبادرة السلام العربية من أجل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
صفقة القرن تجاهلت التاريخ
بدوره قال عضو مجلس الشورى د. إبراهيم النحاس: "خطة ترمب للسلام أو ما يطلق عليها إعلامياً بصفقة القرن تأتي متماشية تماماً مع السياسة الأميركية التقليدية في إدارة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل خاص، وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وما تضمنته هذه الخطة يبتعد عن القوانين والأعراف الدولية الصادرة من الأمم المتحدة وغيرها من مبادرات ومشروعات سلام إقليمية ودولية، وهذا ما يجعل الرأي العام يتساءل عن أهدافها وإمكانية تحقيق غاياتها على أرض الواقع.
وأشار النحاس إلى أن خطة ترمب للسلام حاولت التماشي مع الأمر الواقع الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية في وقتنا الحاضر، وتجاهلت تماماً التاريخ وما جاء فيه من قرارات وقوانين ومشروعات دولية تلزم الجانب الإسرائيلي بالانسحاب حتى حدود 1967م. لافتاً إلى أنها أغلقت الباب أمام القرارات التاريخية، وتطلعت لفرض الأمر الواقع على الجانب الفلسطيني بشكل خاص. وفي اعتقادي أن هذه الخطوة الأميركية أحادية الجانب وستواجه الكثير من الصعوبات والعقبات في تحقيق السلام لأن الطرف الرئيس لم يشارك في وضع الخطة ولم يستشار في أي بند من بنودها، فكيف يمكن أن يتحقق السلام في الوقت الذي لم يؤخذ رأي الطرف الأساس في القضية وهو السلطة الفلسطينية بصفتها الممثل الرئيس لأبناء الشعب الفلسطيني.
ويرى د. النحاس أن هناك عبئاً كبيراً على الدول العربية للتعامل مع خطة ترمب للسلام، وهذا العبء يتطلب الإدراك التام بما تضمنته الخطة من أهداف وغايات ونتائج مع الأخذ بعين الاعتبار القرارات والقوانين الدولية التي صدرت في شأن القضية الفلسطينية تاريخياً. والوعي التام بأهمية المرحلة التاريخية التي تعيشها المنطقة العربية بشكل خاص والتي أثرت بشكل مباشر على القرار العربي الذي أصبح يعاني كثيراً من غياب أصوات عربية أو ارتهان أطراف عربية لدول إقليمية تكن العداء للأمة العربية وشعوبها. مشيراً إلى أن الدول العربية ينبغي أن تكون أكثر هدوءاً في تعاملها مع ما تم طرحه في خطة ترمب للسلام، وأن تقرأ بعناية ما جاء فيها لتكون الردود أكثر دقة والتعامل مع ما جاء فيها بكل احترافية سياسية ودبلوماسية، فالتسرع والتعجل قد يؤدي إلى نتائج سلبية يكون من الصعب تفادي تبعاتها في المستقبل خاصة أن سياسة فرض الأمر الواقع سياسة متبعة في السياسة الأميركية تاريخياً. وحول تغييب الفلسطينيين عن إعداد خطة ترمب لصفقة القرن، والمتمثلة في عقده عدة اجتماعات مع القيادات الإسرائيلية دون الفلسطينيين، قال د. النحاس: "أعتقد بأنها خطوة سياسية تتماشى تماماً مع الاستراتيجية الأميركية العالمية وليست ورقة انتخابية كما يرى البعض. فالرئيس ترمب هو رئيس للولايات المتحدة الأميركية وما يطرحه لا يمكن أن يتعارض مع الاستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر ملزمة لجميع المؤسسات الأميركية سواء أعيد انتخاب ترمب أم لا، لأنها لم تصدر إلا بعد إقرار ومناقشة واعتماد". وأضاف، لذلك يجب التعامل مع الخطة التي طرحها الرئيس ترمب على أنها سياسة أميركية ثابتة واستراتيجية شاملة للتسوية السلمية في منطقة الشرق الأوسط. وهذه النظرة يجب أن تكون هي الأصل في نظرتنا وتقييمنا لما يتم طرحه في الولايات المتحدة. أما الاعتقاد بأن ما طرحه الرئيس ترمب ليس إلا ورقة انتخابية، فهو في وجهة نظري اعتقاد غير صحيح. واستطرد قائلاً: "إذا أخذنا كل ذلك بعين الاعتبار، فإنني أستطيع القول إن السلطة الفلسطينية تواجه حالة غاية في الصعوبة والتعقيد خاصة أنه لم يؤخذ رأيها في أي جانب من الجوانب التي تم طرحها في خطة ترمب للسلام". مؤكداً على أهمية آلية تعامل الفلسطينيين مع هذه الخطة بالهدوء والحكمة أكثر من أي مرحلة سابقة خاصة وأنهم يملكون الخبرة السياسية والدبلوماسية الطويلة التي تمكنهم من التعبير عن كل ما يريدون حول الذي جاء في الخطة بكل حكمة واقتدار.
خطة ترمب ورقة انتخابية مبكرة
من ناحيته، ذكر المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والعلوم السياسية وعضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية د. محمد بن صالح سليم الحربي أ‫ن ما يعرف بصفقة القرن ما هي إلا صفقة بائسة ستتحطم على صخرة صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على مواصلة النضال لتحقيق طموحاته السياسية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وبين أن الشعب الفلسطيني يرفض أي خطة لإنهاء الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي لا تضمن القدس عاصمة لدولة فلسطين وعودة اللاجئين ورحيل الاحتلال عن كل الأراضي المحتلة العام 1967". ووصف الحربي صفقة القرن بعدوان جديد على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنها لن تنجح لأن المجتمع الدولي سيلفظها ولن يسلم بها كونها تتعارض مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف: ترمب ونتنياهو يتلاعبان بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني لغايات انتخابية لأنهما على أبواب انتخابات قادمة، ويريدان استخدام هذا الإعلان لضمان فوزهما في هذه الانتخابات، وهما يعلمان مسبقاً أن خطتهما ستفشل، ولن يدعمها أحد من العرب والمسلمين.
وقال د. الحربي: "الشعب الفلسطيني لن يستسلم أمام هذه الصفقة البائسة وسيواجه هذه الصفقة بكل الوسائل المتاحة له وفقاً للقانون الدولي خصوصاً أنه يرى أن حل الصراع مع الاحتلال لا يمكن أن يتم تكريسه إلا باحترام قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وشدد الحربي على أهمية رجوع أي مبادرة للسلام لمبادرة السلام العربية 2002م بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وإعطاء جميع الحقوق للشعب الفلسطيني ورحيل الاحتلال عن كل الأراضي المحتلة العام 1967م. لافتاً إلى أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي خالفوا صفقة القرن وطالبوا بالرجوع لقرارات الأمم المتحدة بالرجوع لحدود العام 1967م، وهو ما جاء في مبادرة السلام العربية. وأكد د. الحربي على أهمية صمود وثبات الشعب الفلسطيني حتى عودة الحق لهم وفق القرارات العربية والدولية، والتي تؤكد على قيام دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
السفير الفلسطيني باسم الآغا
د. إبراهيم النحاس
د. محمد الحربي