كشفت صحيفة "تي اي جي" البريطانية عن مصادر ليبية أن عددا من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا لا يعتزمون العودة إلى تركيا أو سورية بل يخططون للذهاب عبر طرق التهريب غير الشرعية إلى أوروبا عبر إيطاليا مرجحة قيام 147 منهم على الأقل بدفع مبالغ مقدمة بقيمة 1300 دولار للعبور في رحلة التهريب إلى أوروبا. وقالت الصحيفة البريطانية الاستقصائية "اينفيستيجيتيف جورنال" إن الجانب الليبي يرجح وجود عدد من عناصر تنظيم "داعش" في صفوف المقاتلين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا وهم ممن سهّلت القوات المدعومة تركياً فرارهم من السجون في شمال سورية حين عمّت الفوضى في أكتوبر العام 2019 شمال البلاد إثر الغزو التركي لسورية. وبحسب الصحيفة فإن كلفة رحلة تهريب البشر من منطقة "الزاوية" في ليبيا إلى شواطئ إيطاليا ارتفعت من 700 دولار إلى 1300 دولار مع انتقال المرتزقة المرسلين من قبل تركيا إلى ليبيا، الأمر الذي يخلق تحديا جديدا لأوروبا خاصة أن عددا من هؤلاء قاتل وانضم في السابق لجماعات إرهابية مثل تنظيم "داعش". وبحسب مصدر من قوات الجيش الوطني الليبي لصحيفة "تي اي جي" فإن قوات الجيش الليبي اعتقلت قبل أيام عددا من المقاتلين القادمين من اسطنبول إلى تركيا أثناء محاولتهم الفرار إلى أوروبا حيث اعترف أحدهم أنهم عرفوا بعض في معارك القتال في سورية وأن أحدهم كان أسيرا في سجون داعش التي تسيطر عليها "قوات سورية الديموقراطية" شمال سورية والتي فر منها بعض السجناء بتسهيل من المقاتلين المدعومين تركياً. وقالت الصحفية لندسي سنيل من شبكة "تي اي جي" البريطانية ل"الرياض" إنه لا يزال هناك فهم محدود من قبل الأوروبيين لخطورة الصراع في ليبيا وأثره على عمليات الاتجار بالبشر حيث تقاتل إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني جماعات إرهابية مرتبطة ومشاركة بحملات الاتجار بالبشر بين ليبيا وأوروبا حيث تقع معظم نقاط انطلاق حملات التهريب في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني. وأضافت سنيل "عبدالرحمن ميلاد، المصنف بشكل رسمي كأحد المتاجرين بالبشر من قبل الأممالمتحدة يعتبر اليوم مسؤولا رسميا في خفر السواحل الليبي التابع لقوات الوفاق الوطني، كما قامت قبل أيام قليلة السلطات التونسية باعتقال فراس الوحشي بتهمة الاتجار بالبشر والأسلحة أثناء محاولته دخول تونس بجواز سفر تركي وهو عضو بارز في وزارة الداخلية بالحكومة الليبية وقائد للميليشيات التابعة لها". وتقول الصحفية سنيل أن هؤلاء المتاجرين بتهريب البشر هم جزء أساسي من حكومة الوفاق الليبية التي تجذب اليوم التدخل التركي بعد أن وعدت تركيا آلاف المرتزقة السوريين بالرواتب التي تعادل أضعاف عما تلقاه المرتزقة من القتال في سورية الأمر الذي يخلق تحدي جديد اليوم يجب أن يتصدى له الاوروبيين وهو التهديد بتدفق آلاف الإرهابيين من ليبيا إلى أوروبا عبر البحر. وترى سنيل أن الوضع في ليبيا يجب أن لا يتم تجاهله دولياً وإقليمياً كما حدث في سورية، فلسنوات كانت الولاياتالمتحدة لا تشير بشكل مباشر إلى مسؤولية تركيا عن تدفق آلاف الإرهابيين الأجانب إلى سورية عبر الحدود التركية حتى رأينا مؤخراً مسؤولين أميركيين مثل المبعوث السابق إلى التحالف الدولي برت ماكغورك يعترفون أن تركيا رفضت إغلاق حدودها في وجه تدفق الإرهابيين بعد أن حثتها الولاياتالمتحدة مراراً على فعل ذلك، مؤكدة أنه لم يكن من السهل أبداً مرور الإرهابيين الأجانب إلى سورية مالم تسمح لهم تركيا والآن نعلم على الأقل أن عنصرا من "داعش" تم القبض عليه في ليبيا من بين المرتزقة المدعومين تركياً، الأمر الذي يجبرنا على التساؤل عن عدد عناصر "داعش" الموجودين في صفوف من تدعمهم تركيا.