تورطت القوات المسلحة التركية في عمليات عسكرية واسعة النطاق على مدى عقود في شمالي العراق وشمالي سورية مستهدفة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية وتنظيم داعش، فيما تستعد للدخول إلى ليبيا في توسع جديد في الحروب العبثية. قد يؤدي أحدث توسع تركي للعمليات العسكرية في ليبيا مدفوعة بتفويض برلماني وأطماع اقتصادية في شرق المتوسط، إلى إشعال المنطقة بأكملها وإثارة أزمة على نطاق كبير تتأثر بها اليونان وقبرص ومصر، فضلا عن أوروبا وأميركا وروسيا. يتفق المراقبون على أن أطماع الدولة التركية تتعدى الحدود، إلى محاولة استعادة الإمبراطورية العثمانية الغابرة، بعد أن فشل هدف الخلافة الإسلامية التي كان يتقاسمها إردوغان مع تنظيم داعش الإرهابي، رغم محاولات التشبث حتى الآن ببقايا داعش والقاعدة. التدخل في ليبيا مثلما فعلت تركيا في آخر عملياتها في سورية، يتوقع أن تدفع أنقرة بمرتزقة من الفصائل المتحالفة معها وبقايا إرهابيي داعش المختبئين شمال شرقي سورية إلى أتون الحرب المستعرة في صحراء ليبيا وسواحلها، بينما يبقى الجيش التركي بعيداً عن المعارك. ذكرت مصادر عن إعداد تركيا 1600 مرتزق، تابعين لوحدات مختلفة تم تدريبهم في معسكرات التدريب التركية كدفعة أولى، بعد أن أمرت المخابرات التركية الفصائل السورية الموالية لها بفتح 7 مكاتب لتجنيد مرتزقة لنقلهم لليبيا، 4 مراكز منها في مدينة عفرين السورية، في حين تم الاتفاق على دفع 2000 دولار شهريا لكل مقاتل. مكونات المرتزقة ذكرت مصادر مطلعة أن المقاتلين المرتزقة الذين تدفع بهم تركيا لمساعدة حكومة الوفاق الليبية تضم مقاتلين سوريين تحوّلوا بعد محاربة النظام السوري إلى مرتزقة بأيدي تركيا التي استخدمتهم في عمليتي نبع السلام وغصن الزيتون واحتلال مناطق في شمال شرقي سورية وعفرين. كما تشمل عناصر المرتزقة جماعات تابعة لتركيا ليس لديها قرار مستقل تتنقل من منطقة إلى أخرى تحت جناح المخابرات التركية والحكومة، لها مراكز تجمع في تركيا ومراكز تدريب في عفرين ومناطق درع الفرات، إلى جانب جماعات داعش التي تعيش على الحدود التركية السورية. عناصر التركمان تضم أول ميليشيا للمرتزقة تقرر إرسالها إلى ليبيا باسم «لواء السلطان مراد التركماني»، العناصر التركمانية التي تتميز بحسب تقارير صحفية محلية وعربية ودولية، بحضورها الدموي، واضطلاعها بالأدوار الأكثر شراسة كلما تعلق الأمر بدعم القوات التركية النظامية في شمالي سورية. وارتكبت هذه الميليشيات جرائم حرب ومجازر مروعة في عمليتي غصن الزيتون ونبع السلام ضد السكان الأصليين من الأقليات والطوائف الأخرى في المنطقة، خصوصا العرب، والأكراد، والآشوريين وغيرهم. قدرات المرتزقة ولكن يقلل المراقبون من قدرات المقاتلين الأجانب الذين دفعت بهم تركيا للقتال في ليبيا، على قلب الموازين في معركة تحرير طرابلس، نظراً إلى أنهم يقاتلون من أجل المال ولا تدفعهم أي روح معنوية تجاه أطماع إردوغان في هذا البلد والمنطقة بأكملها، فضلاً عن العداء الليبي للعناصر الأجنبية. حروب إردوغان الخارجية عملية فولاذ 20 مارس إلى 4 مايو 1995 بدأت القوات المسلحة التركية هجوما مسلحا في شمالي العراق بقوات قوامها نحو 35 ألف فرد مستهدفة حزب العمال الكردستاني. عملية المطرقة من 12 مايو إلى 2 يونيو 1997 أرسلت تركيا 30 ألف جندي إلى شمالي العراق لقتال وحدات حزب العمال الكردستاني ودعم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني. عملية الفجر من 15 سبتمبر إلى 15 أكتوبر 1997 بدأ الآلاف من القوات التركية مدعومين بقوة جوية عملية الفجر حيث استهدفوا معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق. عملية الشمس 29 إلى 21 فبراير 2008 عبر الآلاف من القوات التركية الحدود إلى شمالي العراق لمهاجمة المقاتلين الأكراد الذين يستخدمون المنطقة العراقية قاعدة للتخطيط لهجمات في تركيا. عملية شاه الفرات 22 – 21 فبراير 2015 عملية في شمالي سورية لنقل ضريح سليمان شاه إلى منطقة خاضعة لسيطرة تركيا بالقرب من الحدود وإجلاء 38 من الحراس يواجهون تهديدات داعش. عملية درع الفرات 24 أغسطس 2016 إلى 31 مارس 2017 أخرجت القوات التركية و1500 من قوات الجيش السوري الحر المعارض المدعوم من تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية من المنطقة وسيطرت على عفرين ومنبج. عملية غصن الزيتون 20 يناير إلى 24 مارس 2018 انضم نحو 25 ألفا من أفراد الجيش السوري الحر للقوات التركية للسيطرة على بلدات وقرى عربية خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. عملية نبع السلام 9 أكتوبر 2019 ولم تنته بعد بدأت تركيا وقوات المعارضة السورية المتحالفة معها عملية عسكرية في شمال شرقي سورية بهدف طرد قوات سورية الديمقراطية وإقامة منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا من الحدود.