لا يليق بالكرة السعودية أن يغيب منتخبنا عن دورة الألعاب الأولمبية طوال ال 24 عاماً الماضية، فآخر أولمبياد شاركنا فيه عام 96م وتأهلنا له بهدف حسين عبدالغني الذي تجاوز عمره الآن ال 42 عاماً، ورغم المواهب التي تعاقبت في ملاعبنا خلال الأعوام الماضية، والأسماء التي أنجبتها الأندية، إلا أن منتخبنا الأولمبي لم يفلح في التأهل لثاني أعظم حدث رياضي بعد كأس العالم، ولعل الأخطاء الإدارية التي عانت منها الكرة السعودية في آخر عقدين لعبت دوراً كبيراً في ذلك، بما فيها غياب الرؤية والتخطيط السليم بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار من خلال تعاقب رؤساء كُثر على قيادة كرتنا، وكل واحد منهم كان يبدأ من الصفر، من دون أن يأخذ بعين الاعتبار عمل وخطط من سبقه. لا أريد الإطالة أكثر في الحديث عن الماضي، لأننا نعيش حاضراً أفضل ومبشراً بالخير، فالصقور الخُضر بات يفصلهم عن الأولمبياد 90 دقيقة، وبالتحديد الفوز على أوزباكستان في نصف نهائي كأس آسيا تحت 23 عاماً، وهم أكفاء لذلك، قياساً على مستوياتهم وروحهم القتالية التي أسعدونا بها في المباريات السابقة، وتصدروا بها المجموعة، وتجاوزوا أصحاب الأرض في الدور الماضي. رغم أفراحنا الكبيرة، واحتفالنا بمنتخبنا الأولمبي في هذه المشاركة، إلا أنه لم يحقق حتى الآن أياً من المكاسب التي نبحث عنها، فالهدف الأول في هذه البطولة هو صعود المنصة والتتويج بالذهب، وضرب عصفورين بحجر، من خلال تحقيق الكأس وبطاقة التأهل لأولمبياد طوكيو، وإن أخفق منتخبنا في ذلك لا سمح الله، فالهدف الآخر هو التأهل للأولمبياد، وكلا الهدفين متاح للآن، وبإمكان أبطالنا إسعاد الوطن بتحقيقهما، وهم قادرون على فعل ذلك، متى ما استشعروا المسؤولية، وأدركوا بأن وطننا بأكمله يترقب هذا الإنجاز، وواصلوا مستوياتهم الكبيرة، وقاتلوا من أجل رد الدين لقيادتنا التي لم تقصر مع الرياضة والرياضيين، وعملوا على نثر الأفراح في أرجاء المملكة، وأنا متفائل بوصولنا إلى طوكيو. كلنا مطالبون بدعم منتخبنا ومؤازرته وتشجيع مسؤوليه ولاعبيه، ومن يشعر بأنه غير قادر على فعل ذلك من خلال عدم قدرته على السيطرة على ميوله وتعصبه الأعمى فأتمنى أن يكفي منتخبنا شرّه، لأنه بعد كل مباراة تخرج فئة وتتحدث عن "الأخضر" بألوان الأندية، حتى بعض الذين يدافعون عن لاعب أو مدرب، تجدهم يفعلون ذلك من أجل أنديتهم، وهؤلاء لا يقلون خطراً عن المتعصبين الآخرين. ختاماً، أحوال منتخباتنا أفضل من السابق، ونتائجها تبشر بالخير، ففي الأعوام الأخيرة عدنا مجدداً للتواجد في كأس العالم، ولعبنا في مونديال روسيا 2018م، ومنتخبنا الشاب نجح في التتويج بكأس آسيا، واليوم منتخبنا الأولمبي على اعتاب تدوين اسمه ضمن المنتخبات التي ستشارك في أولمبياد طوكيو، حتى نجوم الأخضر بينهم وبين تسجيل أسمائهم في تاريخ الكرة السعودية خطوة واحدة، فالقائمة الحالية ستظل عالقة في أذهاننا، وسيذكر التاريخ بأنهم أعادونا مجدداً للأولمبياد، وبدون شك سيحظون بتكريم يستحقونه، على صعيد الاستقبال الرسمي والمكافآت المالية الضخمة، فقط عليهم أن يستمروا في طريق الانتصارات، ويعودون من تايلاند بالذهب وبطاقة التأهل إلى طوكيو.