مضى على آخر تأهل لمنتخبنا الأولمبي إلى دورة الألعاب الأولمبية أكثر من 24 عاماً وهي مدة زمنيه طويلة جداً لا تليق بالكرة السعودية وتاريخها الكبير، كما أن حظوظنا مع دورة الألعاب الأولمبية غير جيدة دائماً، إذا طوال تاريخها لم نتأهل لها سوى مرتان الأولى عام 1984 في لوس أنجلوس والتأهل الثاني كان في عام 1996 في أولمبياد أتلانتا وهاتان المشاركتان لم نسجل فيهم أيّ تفوق يذكر. اليوم وبعد غياب طويل جداً عن المشاركة في الأولمبياد يخوض منتخبنا تحت 23 عاماً غداً مباراة تاريخية أمام منتخب أوزباكستان في نصف النهائي بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت سن (23) عاماً والفوز في هذه المواجهة سينقلنا -بإذن الله- إلى المشاركة الأولمبية الثالثة في تاريخنا. والمنتخب الحالي الذي يشرف على تدريبه المدرب الوطني القدير سعد الشهري قادر على تحقيق هذا الحلم رغم صعوبة المنتخب الأوزبكي، فهو يضم مجموعة من اللاعبين المميزين فنياً، وأثبتوا تفوقهم من خلال تصدر فرق مجموعتهم القوية، ونجحوا أيضاً في إقصاء المنتخب التايلاندي صاحب الأرض والجمهور من دور الثمانية. والمجموعة الحالية التي تمثل المنتخب الأولمبي هي نفسها من حقق لقب آسيا 2018 للشباب وتأهلها -بإذن الله- إلى أولمبياد طوكيو 2020 هو تتويج لنجوميتهم وتفوقهم الفني الكبير، وتتويج أيضاً للعمل الكبير في الفئات السنية للمنتخبات السعودية المعد له منذ سنوات. ويجب على الجميع دعم هذا المنتخب الشاب لكي يحقق طموحتنا جميعاً والوقوف معه فهؤلاء هم نواة ومستقبل الكرة السعودية في السنوات المقبلة -بإذن الله-. وحتى الخسارة -لا سمح الله- إن حدثت من المنتخب الأوزبكي فهي لن تنهي حلم التأهل للأولمبياد، فهناك بطاقة ثالثة سيتنافس عليها الخاسران بنصف النهائي، لهذا يجب أن نكون أكثر عقلانية في التعامل مع نتيجة مواجهتنا أمام المنتخب الأوزبكي في حال الخسارة، فالهدف هو خطف إحدى البطاقات الثلاث التي تؤهلنا لأولمبياد طوكيو2020، وهو الأمل الذي يجب أن نعمل على تحقيقه بكل الطرق المشروعة. وهناك ثمة أمر آخر يتعلق بهذا المنتخب الحلم فمع للأسف أن بعض الأقلام الإعلامية المتعصبة التي حتى الآن لا أعلم من سمح لها بتصدر بعض البرامج الرياضية، أصبحت تسقط كثيراً على هذا المنتخب الشاب من أجل إرضاء تعصبهم المقيت لأنديتهم وأهوائهم الشخصية متناسين أن هذا المنتخب يمثل الوطن ولا يمثل الأندية فقط. لذا يجب الحذّر من هذه الأقلام التي لا همّ لها سوى مدح أنديتها وذم الأندية الأخرى حتى لو كان ذلك على حساب منتخبات الوطن. ويجب أن يكون هناك وقفة قوية من اتحاد الإعلام الرياضي مع هؤلاء المتعصبين ومنعهم من الظهور الإعلامي الذي لا فائدة منه سوى تأجيج ونشر التعصب في الشارع الرياضي لدينا.