أَحْيَت الليلة المغربية بالعاصمة الرياض، ذكريات منتصف الثمانينيات؛ عندما تغنى الفنان المغربي عبدالوهاب الدوكالي ضمن الأيام الثقافية المغربية بالرياض، في حفل غنائي نُظِّمَ العام 1985. وأُقيمت الليلة المغربية والتي تأتي ضمن ليالي "شتاء الرياض" حيث تغنَّى فيها أربعة من نجوم الأغنية المغربية، هم: زهير البهاوي وحاتم عمور وزينة الداودية وعبدالله الداودي. وافتتح السهرة الغنائية الفنان زهير البهاوي، واختتمها عبدالله الداودي، في حين كانت الفنانة زينة الداودية العنصر النسائي الوحيد في المشاركة المغربية، والتي خرجت عن المألوف في المشاركات النسائية عند غنائها بالعزف على آلة الكمان وآلة البيانو، والرقص على الدقة المراكشية التي أسهمت في إضافة الأجواء المغربية على الحفلة. حيث تنوعت الألوان الفولكلورية والشعبية المغربية بتنوع كل المذاهب الموسيقية، لا سيما تلك الأعمال المغربية الشهيرة التي تغنوا بها، والتي حققت الانتشار الكبير على موقع اليوتيوب؛ حيث إن بعض تلك الأعمال تجاوزت "100" مليون مشاهدة، مما أضاف التشويق للجالية المغربية الكبيرة، التي حضرت بكثافة على مسرح الراحل أبو بكر سالم. أما الرقصات المغربية الشعبية، التي تمثِّل العادات والتقاليد الموسيقية على المسرح، فلم تتغيبْ عندما تشاركت الفرق الموسيقية على المسرح بمشاركة الفنانين في الغناء بطريقة الكورال المغربي، لتضيف الفرقة الراقصة أجواء مختلفة تمامًا عما كانت سائدة في جميع الحفلات الغنائية بموسم شتاء الرياض. وقالت الفنانة زينة الداودية: أنا اليوم أتغنى في بلدي فعليًّا، وتغنيت بأغنية جديدة للجماهير السعودية والمغربية التي حضرت بأغنية وطنية مهداة للقيادة الرشيدة. وثمنت الفنانة زينة بشكرها الجزيل للهيئة العامة للترفيه إتاحة الفرصة لها بالغناء امام الجمهور السعودي الكبير، وقالت: لي الشرف بهذه المشاركة وسط الفنانين المغربيين، حيث إنها تعني لي الشيء الكثير في مسيرتي الفنية، ولن أنساها في مسيرتي. وأضافت زينة: أنا لم أَرَ نفسي خارج المغرب، حيث شاهدت تفاعل الجماهير وكأنني في بلدي، وقلوبنا أيضًا مع الجماهير السعودية. وأكدت الفنانة زينة أنها لأول مرة تتغنى بأغنية خليجية لتقدِّمها للجمهور السعودي بالأغنية الوطنية، وأن الأصداء كانت جيدة، وستستمر في تقديم هذا اللون، وكانت زينة اكتست بلون العلمين الأخضر والأحمر، تعبيرًا عن محبة المملكتين. وثمَّن البهاوي أن الشرف الكبير يكتسيهم بمشاركة الفنانين المغربيين بالسعودية، وقال إن التفاعل جميل جدًّا، وأن هذه الحفلة من أفضل التجارب الغنائية على الإطلاق، مشيراً إلى أن الفنانين المغربيين الكبار والشباب تمكنوا من توصيل الموسيقى إلى الشرق الأوسط والعالم العربي، لتكون حفلات السعودية واحدة من أهم هذه المحطات. وقدَّم الفنانان حاتم عمور وعبدالله الداودي شكرهما الكبير للجماهير الغفيرة في الليلة المغربية، لتُختتم بعد أربع ساعات متواصلة من الفن والطرب، كما قدَّمَ الحفلةَ الغنائية الإعلامية هند بنت شمر، والفنانة أمينة العلي.