قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في خطبة الجمعة إن اليوم الذي «دكت» فيه صواريخ الحرس الثوري الإيراني أهدافا أميركية بالعراق كان «يوما من أيام الله»، زاعما أن هذا وجه «صفعة» لقوة عالمية. وهذه أول خطبة جمعة يلقيها خامنئي في طهران منذ 2012 وتجيء في وقت يواجه فيه حكام إيران ضغوطا داخلية وخارجية. وقال خامنئي أيضا إن إيران «لن ترضخ» للعقوبات الأميركية التي أعادت واشنطن فرضها في خضم الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني. وتجمع الآلاف في مصلى كبير بوسط طهران وفي المنطقة والشوارع المحيطة وأخذوا يهتفون «الموت لأميركا». تأتي خطبة الجمعة بعد أيام من احتجاجات كثيرا ما شابها العنف بعدما اعترف الجيش بإسقاط طائرة مدنية عن طريق الخطأ بعد ساعات من ضربات صاروخية إيرانية على أهداف أميركية في العراق ردا على مصرع قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان مقربا من خامنئي، في ضربة جوية أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في الثالث من الشهر نفسه. وبعد أيام من نفي المسؤولية عن سقوط الطائرة أقر الحرس الثوري الإيراني في 11 يناير بأن دفاعاته الجوية أسقطت طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية في الرحلة رقم 752 عن طريق الخطأ. وسرعان ما تحول الحداد على 176 شخصا كانوا على متن الطائرة وقتلوا في الحادث إلى احتجاجات ضد حكام إيران. وهتف المحتجون «الموت لخامنئي» وكتبوا شعارات على الجدران في طهران وغيرها. ووصف خامنئي الحادث بالمأساة وقال «قلوبنا تألمت لحادث سقوط الطائرة المرير، وأعرب مجددا عن مواساتي وأعتبر نفسي شريكا في العزاء بضحايا حادث الطائرة». وأضاف أن «الأعداء»، وهو مصطلح يشير به إلى الولاياتالمتحدة وحلفائها، استغلوا حادث سقوط الطائرة للتغطية على اغتيال سليماني الذي خرجت حشود ضخمة إلى الشوارع لتشييعه. وبدأت الشرطة حملة لإخماد الاحتجاجات التي اندلعت بعد حادث الطائرة وانتشرت قوات مكافحة الشغب خارج الجامعات التي نظم بها الكثير من الطلاب احتجاجات. وتعرض المحتجون للضرب ورصدت تسجيلات مصورة متداولة على الإنترنت طلقات نارية وغازا مسيلا للدموع ودماء في الشوارع. تظاهرات مستمرة شاركت مجموعة كبيرة من أهالي مدينة سنندج في مراسيم تشييع لأحد ركاب الطائرة الأوكرانية، التي أسقطتها قوات الحرس بإطلاق صاروخين عليها، مردّدين هتافات مناهضة للحكومة بالرغم من التواجد الكثيف للقوات القمعية والأمنية، وكان المواطنون يصرخون: «الموت للدكتاتور» و «خامنئي هو القاتل.. ولايته باطلة» و«اسمع يا خامنئي نحن شعب ولسنا أوباش»، كما هتف المواطنون ضد عناصر قمع النظام ورددوا شعار «الموت للإرهابيين» و«البسيجي وقوات الحرس انتما داعش ايران». وكان طلاب جامعة سنندج قد نظموا مظاهرات مساء يوم الأربعاء وهتفوا: «الموت للدكتاتور» و«اخجلي ياقوات الحرس واتركي الحكم». وكان يخاطبون عناصر مرتزقة للبسيج ممن تم جلبهم لقمع الطلاب ورددوا شعار: «لا تجدي الدبابة والمدفع، ليرحل الملالي». مظاهرات مناوئة للنظام القمعي في سنندج