قال وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، للبرلمان امس إن مسؤولاً إيرانياً سيتوجه إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل بعد إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية عن طريق الخطأ في طهران قبل أيام. وأضاف أن إيران «ترغب» في تسليم أوكرانيا الصندوقين الأسودين (مسجلي البيانات والصوت الخاصين بالرحلة المنكوبة)، بعدما فحصها فريق تحقيقات مشترك يضم خبراء من إيران وكندا وأوكرانيا. ولدى سؤاله عما إذا كان إطلاق الصاروخ الإيراني الذي أصاب الطائرة متعمداً، قال وزير الخارجية الأوكراني: «لا نرفض أي تصور»، مضيفاً: «نريد أن نعلم من أعطى الأوامر بإطلاق الصاروخ على الطائرة في إيران»، وتعرضت الطائرة لقصف بصاروخ في 8 يناير/كانون الثاني بعد إقلاعها من طهران في الطريق إلى كييف، فسقطت وقضى كل من كان على متنها وعددهم 176 شخصاً. واعترفت إيران بإسقاط الطائرة «عن طريق الخطأ»، بعد ساعات من قصفها قواعد عراقية تأوي جنوداً أمريكيين في العراق رداً على مقتل قائد فليق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية ببغداد. مظاهرة طلابية في سنندج على صعيد متصل شاركت مجموعة كبيرة من أهالي مدينة سنندج في مراسيم تشييع لأحد ركاب الطائرة الأوكرانية، التي أسقطتها قوات الحرس بإطلاق صاروخين عليها، مردّدين هتافات مناهضة للحكومة بالرغم من التواجد الكثيف للقوات القمعية والأمنية. وكان الأهالي يرددون شعار: «الموت للدكتاتور» و»خامنئي هو القاتل.. ولايته باطلة» و»اسمع يا خامنئي نحن شعب ولسنا أوباش» و»الموت للظالم سواء أكان الشاه او خامنئي» و»الموت لروحاني» و»لم نقدم ضحايا لنساوم ونمدح الزعيم القاتل» و»قتلوا النخبة ووضعوا الملالي بدلاً منهم». وكان طلاب جامعة سنندج قد نظموا مظاهرات مساء الأربعاء وهتفوا: «الموت للدكتاتور» « ليرحل الملالي». مزاعم خامنئي: عمل سليماني بالخارج من أجل «أمن» إيران أكد المرشد الايرانى خامنئي أمس أنه لا يجب أن تطغى المأساة «المريرة» للطائرة الأوكرانية التي أُسقطت بطريق الخطأ في الثامن من كانون الثاني/يناير في طهران على ما اسماه «تضحية» الجنرال قاسم سليماني الذي قُتل بغارة أمريكية في بغداد قبل خمسة. وادعى خامنئي في خطبة الجمعة في طهران أن كارثة الطائرة هي «حادث مرير أحرق قلبنا». وأضاف أن «البعض حاول (استغلال الحادث) بشكل يجعل (العالم) ينسى الشهادة العظيمة والتضحية» التي قدّمها سليماني، وزعم خامنئي أن عمل سليماني خارج حدود البلاد كان من أجل «أمن» الأمّة الإيرانية مشيراً إلى أن الشعب يؤيد «الحزم» و»المقاومة» مقابل أعداء البلاد، وسأل خامنئي «هل هؤلاء المئات الذين أهانوا صورة الجنرال سليماني، يمثلون الشعب الإيراني؟ أم الحشود المليونية في الشوارع؟»، في ما تبدو مقارنة بين المتظاهرين الذين مزّقوا صورة سليماني في طهران والحشود التي نزلت إلى الشوارع يوم تشييعه.