بعد صمت طويل كشف مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية في أوكرانيا فكتور يوشينكو لجريدة جازيتا عن ملابسات تسميمه والجهة المتورطة فيها وأسماء الأشخاص الذين يشتبه بهم. وقال ان تلك كانت محاولة لاغتياله من قبل مسؤولي مديرية الأمن الأوكرانية. وذكر تحديدا اسم مدير الأمن ايغور سميشكو ونائبه فلاديمير ساتسيوك اللذين تناول يوشينكو معهما طعام العشاء ليلة 5 سبتمبر في فيلا ريفية بضواحي العاصمة كييف. وفي الصباح ارتفعت درجة حرارته وانتابه الغثيان ثم تدهورت حالته حتى نقل إلى أحد المستشفيات في النمسا في 10 سبتمبر. ولم يتطرق يوشينكو إلى العشاء المسموم طوال شهرين حتى قطع حبل الصمت أمس الأول مشدداً أن فيلا ساتسيوك هي المكان الوحيد الذي لم يرافقه إليه أحد من حراسه ولم يجر فيه فحص الطعام. وأضاف أن التحقيق في الحادث سينتهي بعد أيام وأنه سيكشف عن أسماء جميع المسؤولين المتورطين في التخطيط لعملية التسميم والضالعين فيها. ويشار إلى أن الخبير الهولندي في السموم البروفيسور أبراهام براور الذي ترأس فريق تحليل دم يوشينكو أعلن قبل يومين أن مستوى مادة الديوكسين السامة في دمه يزيد ستة آلاف مرة عن المعدل. ولم يسبق أن سجل تركيز لهذه المادة في دم الإنسان بهذا القدر إلا في حالة واحدة هي تسمم امرأتين في معهد النسيج في فيينا العام 1990م. ويتوقع الباحثون أن يحصلوا على تركيبة هذا السم الدقيقة بعد أيام وعندها يمكن تشخيص الجهة التي أعدته لتسميم يوشينكو. إلا أن الأطباء لا يقدمون تقديرات دقيقة لشفاء يوشينكو، ذلك لأن حالات التسمم بالديوكسين غير مدروسة بالقدر الكافي. ويعبر الخبراء عن دهشتهم لبقاء الرجل على قيد الحياة. غير أن الممارسات العالمية تشهد بوجود حالات لم يكشف فيها التسمم بالديوكسين عن أعراض سوى الإصابات الجلدية.