نددت الحكومة البريطانية باعتقال السلطات الإيرانية أول من أمس سفير المملكة المتحدة لدى طهران روب ماكير. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان له: «اعتقال سفيرنا في طهران دون مبرر أو تفسير هو انتهاك صارخ للقانون الدولي»، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية تمر بفترة مفترق طرق يمكنها مواصلة المسيرة نحو العزلة السياسية والاقتصادية، أو اتخاذ خطوات لتخفيف التوترات والانخراط في طريق دبلوماسي إلى الأمام. ماكير: لم أشارك في التظاهرات وتوقيف الدبلوماسيين عمل غير قانوني بدوره، أكد السفير البريطاني في طهران روب ماكير أنه لم يشارك في أي تظاهرات في طهران، وشدد على أن توقيف الدبلوماسيين هو عمل غير قانوني. وكتب على حسابه على تويتر: «أستطيع أن أؤكد أني لم أشارك في أي تظاهرات!. فقد توجهت لفعالية تم الإعلان عنها لتأبين ضحايا مأساة الطائرة الأوكرانية المنكوبة، ومن الطبيعي أن أشارك في تأبين الضحايا، وبعضهم بريطانيون». مطالب شعبية بتنحي الزمرة الحاكمة.. وتلافي الأمور قبل فوات الأوان وأضاف: «غادرت بعد خمس دقائق، عندما بدأ البعض ترديد شعارات». وأوضح، تم احتجازي بعد مغادرة المنطقة، واحتجاز الدبلوماسيين هو بالطبع غير قانوني، في جميع الدول. وأعلنت الخارجية الإيرانية صباح الأحد أنها تنتظر تقريرا من قوات الأمن بشأن تفاصيل احتجاز السفير البريطاني في طهران خلال مشاركته في احتجاجات شهدتها طهران السبت. ووفقا لوسائل إعلام إيرانية فإن الأمن أبلغ السفير خلال احتجازه بالاحتجاج على حضوره في التجمع. من ناحيته، أعرب منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قلقه الشديد إزاء الاعتقال للسفير البريطاني في طهران. ودعا بوريل في تغريدة على تويتر الأحد إلى الامتثال التام لاتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول. وكتب المفوض الأوروبي على تويتر: «يدعو الاتحاد الأوروبي إلى الحد من التصعيد ولتوفير مساحة للدبلوماسية». إلى ذلك، أثار اعتراف إيران إسقاطها طائرة ركاب أوكرانية ومصرع كل من كانوا على متنها غضبا دوليا وأدى إلى احتجاجات متزايدة ضد السلطات الإيرانية في طهران ومدن أخرى. وقالت إيران السبت فيما وصفه الرئيس حسن روحاني بأنه خطأ كارثي إن دفاعاتها الجوية أطلقت بطريق الخطأ صاروخاً أسقط الطائرة الأوكرانية يوم الأربعاء أثناء حالة استنفار بعد شن إيران هجمات صاروخية على أهداف أميركية في العراق، وظلت إيران تنفي لأيام بعد تحطم الطائرة أنها أسقطتها. وحتى مع تقديم كبار المسؤولين والجيش الإيراني اعتذارهم امتدت الاحتجاجات ضد السلطات عبر إيران بما في ذلك العاصمة طهران وشيراز وأصفهان وهمدان وأروميه، ولجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تويتر ليبدي تأييده للمتظاهرين وقال نتابع احتجاجاتكم عن كثب وشجاعتكم مصدر إلهام، وأكد أنه لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران، وأضاف يجب على الحكومة الإيرانية السماح لجماعات حقوق الإنسان بمراقبة وإعلان الحقائق من على الأرض بشأن احتجاجات الشعب الإيراني المستمرة، لا يمكن وقوع مذبحة أخرى للمحتجين السلميين ولا إغلاق الانترنت، العالم يراقب. الحكومة الإيرانية في لحظة فارقة، بإمكانها الاستمرار في وضع المنبوذ مع كل ما سيتبع ذلك من عزلة سياسية واقتصادية أو اتخاذ خطوات لوقف تصعيد التوتر وانتهاج طريق دبلوماسي مستقبلا. ودعا مهدي كروبي أحد زعماء الحركة الخضراء المعارضة في إيران علي خامنئي إلى التنحي بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية. وأدانت حكومات أجنبية إسقاط الطائرة مع مطالبة أوكرانياإيران بتعويضات، ولكن كنداوأوكرانيا وبريطانيا وصفت اعتراف إيران بأنه خطوة أولى مهمة. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي فقدت بلاده 57 شخصا كانوا على متن الطائرة خلال مؤتمر صحافي في أوتاوا إن ما أقرت به إيران في غاية الخطورة، إسقاط طائرة مدنية أمر مروع، يجب أن تتحمل إيران المسؤولية كاملة. وأضاف: كندا لن تهدأ قبل المحاسبة والقصاص وإنهاء الأمر وهذا ما تستحقه العائلات في إشارة لعائلات الضحايا. وقال ترودو إن روحاني تعهد بالتعاون مع المحققين الكنديين والعمل على وقف التوتر في المنطقة ومواصلة الحوار. وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية في تقرير نادر عن اضطرابات مناهضة للحكومة إن ما يصل إلى ألف محتج رددوا شعارات في طهران ضد السلطات. وذكر التقرير أن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضا صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الذي قتلته واشنطن في ضربة بطائرة مسيرة في العراق في الثالث من يناير. وأظهرت لقطات مصورة على تويتر محتجين يطالبون باستقالة خامنئي بسبب هذه الكارثة. وهتف مئات الأشخاص أمام جامعة أمير كبير في طهران ارحل ارحل خامنئي. وتحولت تظاهرات في إيران ضد زيادة في أسعار الوقود إلى احتجاجات سياسية العام الماضي مما أدى إلى أعنف قمع منذ نشأة إيران قبل 40 عاما، وقال ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية لرويترز إن نحو 1500 شخص قًتلوا خلال الاضطرابات التي استمرت أقل من أسبوعين في 15 نوفمبر على الرغم من أن جماعات حقوقية دولية أعطت رقما أقل من ذلك بكثير ووصفت إيران ذلك التقرير بانه أنباء كاذبة.