كد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الدعم التركي متواصل لمجموعات وميليشيات تقودها عناصر متطرفة معروفة، وبعضها مدرج على قوائم عقوبات مجلس الأمن. وأشار إلى أن توقيع مذكرتي التفاهم بين الحكومة التركية وفايز السراج مؤخرا يعد مخالفة صارخة لاتفاق الصخيرات وقرارات مجلس الأمن، فضلا عن التهديدات المتواصلة بالتدخل العسكري في ليبيا في محاولة لترجيح كفة طرف مما يعد ضربة للجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده شكري اليوم الأربعاء مع نظرائه الفرنسي جان إيف لودريان واليوناني نيكوس دندياس والقبرصي نيكوس خريستودوليدس في ختام الاجتماع الوزاري الخماسي التنسيقي الذى عقدوه في وقت سابق لبحث مجمل التطورات المتسارعة على المشهد الليبي مؤخرا. وقال شكري إن الاجتماع كان فرصة لمناقشة التطورات المقلقة في منطقة شرق المتوسط، وخاصة ما يتصل بالوضع في ليبيا والذي تتأثر به دولنا جميعا بالسلب، مشيرا إلى أننا نعمل على مساعدة الليبيين منذ سنوات من أجل التوصل إلى تفاهم سياسي بين الاطراف والقوى المتصارعة على الساحة الليبية. ومن جانبه، أكد وزير خارجية فرنسا على أهمية اجتماع اليوم، وأشار إلى أن الاكتشافات الأخيرة من الغاز الطبيعي توفر فرصا جديدة لتنمية المتوسط، ولكن هذا الفضاء البحري تعصف اليوم به التوترات والأزمات. ولفت إلى أن التوقيع مؤخرا على مذكرة لترسيم الحدود بين تركيا وحكومة الوفاق في ليبيا يثير القلق بشكل كبير، والاتحاد الأوروبي عبر عن موقفه في هذا الصدد، وذكرنا بأن هذا الاتفاق ليس له أي أساس قانوني ويؤثر سلبا على قبرص واليونان. وأضاف أن تركيا تعد لاعبا هاما في شرق المتوسط ولن تكون كذلك إلا إذا احترمت قانون البحار وأن تنخرط في حوار مع الدول المتشاطئة بالمنطقة. وأشار إلى وجود ثلاثة مبادئ لتكون منطقة شرق المنطقة منطقة للاستقرار والرفاهية وهى احترام القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، والحوار من أجل حل الخلافات وليس من خلال عسكرة أو من خلال القرارات والمواقف الأحادية. ومن ناحيته.. ذكر وزير خارجية اليونان أن اجتماع اليوم أعطى فرصة جيدة للمشاركة في مناقشات متنوعة حول ليبيا، خاصة أن المنطقة تشهد تصعيدا غير مسبوق و عدم استقرار، ونشعر بالامتنان لمشاركة فرنسا وكذلك حضور إيطاليا. وأوضح أن بلاده ترى أن هذا السعي يهم كل الاطراف.. مشيرا إلى أن التحرك التركي يتعارض مع القانون الدولي و قرارات الاممالمتحدة و قانون البحار و في ليبيا أيضا تتبع تركيا نفس سلوكها في قبرص وغيرها. وأشار إلى أننا نرى أن الاتفاق التركى مع السراج غير قانوني و هناك عدم مشروعية فى نشر قوات و أسلحة تركية فى ليبيا، وهو ما يعد انتهاكا صريحا لقرارات الاممالمتحدة و مجلس الامن و جهود المجتمع الدولى للوصول لحل فى ليبيا، و كذلك يمثل الاتفاق تهديدا للسلم و الامن الدوليين. وأكد أن اليونان تدعم كل جهود المبعوث الدولى غسان سلامة و ضرورة تعزيز عملية برلين و قد حان الوقت للحوار و الدبلوماسية لتخفيف حدة التوتر. وقال وزير خارجية قبرص إننا نشهد منذ سنوات الممارسات التركية ومحاولات الهيمنة التي امتدت من شرق المتوسط وشاهدنا تدخلات عسكرية في سوريا، وفى السياسة الليبية مما يمثل تهديدا خطيرا، فتركيا أعربت عن طموحاتها في ليبيا مما يعد خرقا للمواثيق والاتفاقيات الدولية والقانون الدولي للبحار واتفاق الصخيرات. وشدد على أن ما تقوم به تركيا وممارساتها تشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي والاتحاد الأوروبي، مضيفا أن اجتماع اليوم شاهد على خطورة الموقف في شرق المتوسط، فالمحاولات التركية مستمرة في منع قبرص من ممارسة حقوقها في شرق المتوسط وفى المياه الاقتصادية.