ما زال كابوس مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ذائع الصيت الطائفي السيء، رأس الحربة للإرهاب الإيراني؛ الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وصخباً، وقد تولى سليماني عدة مناصب عسكرية مهمة داخل إيران وخارجها، وكان الحاكم الفعلي للعراق بعد احتلاله عام 2003م، وصال وجال وسطا وبطش، وكان يتدخل في الحكومات العراقية المتتالية بعد إسقاط الحكم الوطني في بغداد، وقام بقتل وإرهاب وتهجير واعتقال آلاف العراقيين الأبرياء، خصوصاً المكون العربي السني الذي كان يحمل الحقد الفارسي الأسود ضدهم إبان الحرب (العراقيةالإيرانية)، الذين ألجموا نفوذه ولقنوه الدروس القاسية في تلك المرحلة، أثناء اجتياح الجيش العراقي الوطني لمدن إيران عام (1980- 1988م)، دفاعاً عن عروبة العراق، ولكن الصبر الفارسي الطويل والحقد المجوسي الأسود الذكي الصارم، ظل ينتظر ويتحيّن الفرص تلو الفرص، حتى احتلال العراق، لينقض عليه قاسم سليماني وأتباعه وعملاؤه ومرتزقته، بقوة وجبروت ليتولى حكم العراق، ويستولي على مقدراته وثرواته ويغير سياسته لصالح نظام الملالي بالقوة والغطرسة، وغسيل الأدمغة بالإرهاب والفكر الصفوي المنحرف. وبعد مقتله على يد الولاياتالمتحدة الأميركية، صديقة إيران أمس عدوته اليوم، تكون طهران قد فقدت يدها اليمنى والطولى بالمنطقة، وفقدت بوصلة وسيطرة نفوذها التوسعي بالعراق. وبعد تشييع جثمان جنرالها النافذ ذي القبضة الحديدية و(الخاتم) السحري الذي أحتلت به العراق وسوريا ولبنان، أصبحت إيران تتخبط وتتوعد أميركا بالكلام، وهي التي أوصلت سليماني في بغداد بعد مقتل وإعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي كان صوته يرهب سليماني وجماعته في قم وطهران. وأثناء تشييع جثة سليماني في طهران قتل العشرات من أتباعه وجرح الآخرين، أثناء التدافع، مما دعا حكومة طهران تأجيل دفنه إلى أشعار آخر، وبهذا يكون قاسم سليماني، قد قتل الناس الأبرياء في حياته وقتلهم أيضاً في مماته، نظراً لحبه وتعطشه للدم البشري العربي والفارسي، والإسلامي والمجوسي، لتنطوي هذه الصفحة السوداء التي امتلأت وتلطخت بدماء الأبرياء! *المدير الإقليمي للصحيفة بالإمارات