اقتحم العشرات من عصابات المستوطنين اليهود أمس، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وسط إجراءات مشددة من جيش الاحتلال التي اعتدت على حراس المسجد واعتقل أحدهم. وأفادت مصادر فلسطينية في القدس أن 88 مستوطنًا على رأسهم المتطرف ايهودا غليك، تجولوا في أرجاء المسجد وصولًا إلى مصلى باب الرحمة واستمعوا إلى شروحات حول «الهيكل المزعوم». في غضون ذلك، اعتقل جيش الاحتلال حارس المسجد الأقصى سلمان أبو ميالة أثناء خروجه من المسجد. هذا وقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، منزل محافظ القدس عدنان غيث في بلدة سلوان جنوبالقدسالمحتلة، وسلمت عائلته استدعاء يقضي بمقابلته للمخابرات الإسرائيلية. تجدر الإشارة إلى أن محافظ القدس غيث قد اعتقل أكثر من 13 مرة منذ توليه منصبه، ومنع من دخول الضفة الغربية لمدة ستة أشهر جددت لستة أشهر أخرى، إلى جانب منعه من التواصل مع مجموعة من الأشخاص. من جهة أخرى، اقتحم جيش الاحتلال أمس، مخيم العروب شمال الخليل واعتقل أربعة مواطنين فلسطينيين. وأفادت مصادر محلية في الخليل إلى أن جيش الاحتلال داهم مخيم العروب شمال المحافظة، واعتقل عز الجندي، وأحمد حسونة البدوي، ومحمد الجابري، وعمرو جاسر الشريف، بعد تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها. وفي السياق ذاته داهم جيش الاحتلال أحياء بمدينة الخليل وبلدات السموع ويطا ودير سامت، ونصب حواجزه العسكرية على مداخل بلدات سعير وحلحول، وعلى مدخل مدينة الخليل الشمالي، وأوقف المركبات وفتشها ودقق في بطاقات المواطنين الفلسطينيين. كما اعتقل جيش الاحتلال أمس، ثلاثة مواطنين فلسطينيين من مدينة جنين، وأفادت مصادر محلية في أن جيش الاحتلال اعتقل رشدي البظ، وولديه عدي ومحمد، خلال مداهمته عدة أحياء في جنين واقتحامه منزل عائلة البظ بالمدينة. من جانب آخر أعلن وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينيت، أن إسرائيل تهدف لإسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية خلال عشر سنوات. وقال بينيت للصحفيين أثناء جولة في غور الأردن شرق الضفة الغربية، أمس، إن «الهدف السياسي الذي سيقوده اليمين الجديد في السنوات القادمة هو إسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية وغور الأردن في عقد من الزمان». وأكد أنه يعمل جاهداً على منع استمرار البناء الفلسطيني في المناطق (ج) بالضفة الغربية، لافتاً إلى أنه يعمل ضمن خطة إسرائيلية متكاملة في تلك المناطق. وتابع «أعلمت الجيش الإسرائيلي والنظام الأمني بأن هدفنا منع البناء الفلسطيني غير القانوني». وأوضح بينيت «بصفتي وزيراً للدفاع، لدي موقف واضح بشأن تسوية الأوضاع القانونية لمستوطنات الضفة الغربية بأسرع الطرق وأفضلها»، مشيراً إلى وجود «حملة سياسية في المنطقة (ج) تهدف لوضع اليد الفلسطينية على أكبر قدر ممكن من أرضنا، لكننا نعي هذه الخطوات، وأعلمت الجيش أن هدفنا منع البناء الفلسطيني غير القانوني»، على حد زعمه. وكان بينيت أعلن في شهر ديسمبر الماضي خلال اجتماعه بسفراء من دول الاتحاد الاوروبي أن إسرائيل ستدمر أي بناء فلسطيني في المناطق (ج) في يهودا والسامرة، الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الضفة الغربية، حتى وإن تم بتمويل أوروبي، وهو أمر امتنعت إسرائيل عن القيام به حتى اليوم. في سياق متصل صادقت الإدارة المدنية الإسرائيلية على مخططات بناء نحو ألفي وحدة استيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت القناة السابعة العبرية، أمس الثلاثاء، أن اللجنة صادقت على مخططات بناء 1,936 وحدة استيطانية، إذ سيتم البدء في المرحلة الأولى التخطيط النهائي لبناء 786 وحدة، وإعطاء المخططات صلاحية السريان، وهي بمثابة مخطط بناء نهائي. ومن بين الوحدات التي جرى المصادقة على بنائها، بناء 258 وحدة في مستوطنة «حرشا»، 147 وحدة في مستوطنة «متسبيه يريحو»، 107 وحدات في مستوطنة «ألون موريه» وغيرها. في حين امتدح مجلس مستوطنات الضفة الغربية المصادقة قائلاً إنهم يباركون تمرير مشروعات البناء المكثف في الضفة الغربية. من جهة أخرى يسعى بينيت، إلى تعريف فلسطينيين من قطاع غزة، الذين تعتقلهم قوات الاحتلال، بادعاء التسلل إلى إسرائيل، أنهم «مقاتلون غير قانونيين»، بموجب القانون الذي سنّه الكنيست في العام 2002، واحتجازهم لفترة غير محددة. ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس الثلاثاء، عن بينيت قوله إنه بذلك تكون بحوزة إسرائيل أوراق مساومة لمفاوضات مستقبلية حول تبادل أسرى.