عكست ردود فعل اليمنيين المحتفلة بمصرع قائد «فيلق القدس»في الحرس الثوري الإرهابي، قاسم سليماني، حجم المعاناة والمأساة التي عاشها الشعب اليمني تحت جحيم ميليشيات الحوثي الإرهابية التي ساهم الصريع «سليماني» في صناعتها وتدريبها وتوجيهها وتولى الإشراف على عملياتها الإرهابية وتزوديها بالأسلحة وخبراء صنع الألغام والمتفجرات والصواريخ في إطار تزعمه لتنفيذ مشروع تصدير «الثورة الخمينية». وعمت الفرحة مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، وتبادل اليمنيون رسائل وتغريدات التهاني بمقتل قاسم سليماني الذي قالوا إنه المسؤول الأول عن دعم ميليشيات الحوثي الإرهابية وتصدير الخراب والموت وقتل وإصابة عشرات الآلاف وتهجير ملايين اليمنيين، وتدمير مؤسسات الدولة اليمنية وتمكين الميليشيات، وإغراق البلاد بالفوضى والعنف وتحويل اليمن إلى قاعدة لاستهداف المنطقة والعالم وممر لتهريب وتجارة المخدّرات. رأس الإرهاب وزارع الألغام قال وزير الأوقاف اليمني، أحمد عطية تعليقا على مصرع سليماني: «القتل في بغداد، والعزاء عند ميليشيات الحوثي في صنعاء» واصفا سليماني برأس الإرهاب الإيراني الذي قال إنه فاق كل أنواع وأشكال الإرهاب، مشيرا إلى أن الصريع يتحمل هو ونظام الملالي ما يحصل في اليمن وغيرها من دماء إلى هذه اللحظة. وعن جانب من أسباب احتفاء اليمنيين بمصرع قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإرهابي، يقول الصحفي اليمني، حسن الفقيه «الإرهابي الصريع قاسم سليماني هو من تبختر وتفاخر بسقوط عاصمة سام بن نوح السليبة صنعاء بيد الحوثيين وقال مزهوا لقد سقطت العاصمة الرابعة في أيدينا». وأضاف»الحوثيون يعيشون اليوم فزعهم الأكبر، وكل جماعات قاسم سليماني. انتهت سنوات المرح وحان وقت حصاد الرؤوس اليانعة. أما الشعب اليمني فيدرك جيدا أن الإرهابي سليماني مهندس زراعة مليون لغم حوثي في اليمن». نهاية مشابهة بدوره قال الدكتور عبدالقادر الجنيد «إن الفرحة الشاملة الغامرة بنهاية سليماني، ليست غامضة، إذ أن الوعي الجمعي لليمنيين، انتابته فرحة عفوية وهو -بتجربتي- أصدق ويكون البشارة بأن أمورا كثيرة ستتغير». وأردف «إذا كان اليمنيون قد فرحوا بهذه الطريقة ولهذه الدرجة بنهاية قاسم سليماني، فكيف ستكون فرحتهم بنهاية الحوثي وحركته. نحن على يقين بأن نهايته ستكون مشابهة لنهاية قاسم سليماني». وأضاف «جمعتهما (أي سليماني والحوثي) عنصرية ومذهبية وعنف وعدوانية ومبدأ «الغَلَبَة»، وهي كلها غير قابلة للاستمرار ولا تترك سمعة حسنة أو أثرا طيبا بعد زوال أصحاب هذه الخصائص، وكما اجتمعا على هذه الخصال في الحياة، ستشابه نهاية الحوثي نهاية سليماني». الإعلامي والناشط السياسي اليمني، محمد الضبياني هو الآخر، أشار إلى أن الاحتفاء يملأ قلوب الجميع، والفرحة توزعت على ربوع اليمن والعراق وسورية ولبنان ولدى كل عربي مسلم وإنسان يدرك حجم الجرائم التي ارتكبها السفاح. وتابع الضبياني: مرتزقة وعبيد إيران في اليمن «الحوثيين» لم يصحوا بعد من شدة صدمة هلاك قاسم سليماني وتناثر أشلائه في محيط مطار بغداد، إنهم غارقون في وحْل عمالتهم وارتهانهم لمشروع إيران الفاجرة، وبطبيعة الحال وكما هو المعتاد سيكثفون من نار انتقامهم ضد اليمنيين، فطريق القدس لا يبدأ من تعز». عزلة حوثية في السياق قال الكاتب اليمني، حمزة المقالح إن «حزن قادة ميليشيا الحوثي الشديد تجاه مصرع ضابط إيراني قدمهم كجالية معزولة لا تتسق نفسيا وشعوريا مع الشعب اليمني الذي فرح بنفوق مجرمي حرب قادوا حروبا طائفية قذرة في المنطقة لصالح المشروع الفارسي». متسائلا باستغراب» كيف يفهم الحوثيون فرحة اليمنيين العارمة بصرع قاسم سليماني الإيراني بقدر الحزن الشديد الذي انتاب قادة الميليشيا الحوثية لمقتله؟».