حربنا مستمرة على الإرهاب سواء مع إيران وغيرها أو أذرعتها ومنظماتها الإرهابية كالقاعدة وداعش والحشد الشعبي وحزب اللات والحوثي أخيرًا وغيرها؛ حيث قامت تلك المنظمات بالتفجير داخل المملكة في بعض المساجد وبيت الله الحرام والمسجد النبوي والمنشآت الاقتصادية، وكان آخرها أرامكو وحتى السفارة السعودية في إيران قد أحرقت، فلم تراعِ إيران حرمة المكان والزمان ولا حسن الجوار ولا المواثيق الدولية، ما جعل المملكة تعلن الاستنفار وتحشد أجهزتها الأمنية وتستعين بالتقنية لكي تكشف عن مثل هذه العمليات قبل أن تقع والقيام بعمليات استباقية ضد هؤلاء المجرمين ومن يحركهم ثم دحرهم، ولقد باءت محاولات إيران وحلفائها بالفشل لغزو بلادنا عن طريق اليمن، فدعمت الحوثي بالأسلحة والمال والمقاتلين والخبراء من الحرس الثوري، وكان المخطط هو حشد 500 ألف جندي على الحدود مع المملكة لكي يتم الاجتياح عن طريق اليمن والعراق من قبل هذه المنظمات الإرهابية المرتزقة لإيران، فكان قرار قيام عاصفة الحزم الذي أعلن عنه الملك سلمان - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان لتطهير اليمن من هذه الحثالة التي انقلبت على الشرعية وقتلت الرئيس السابق علي عبدالله صالح واستولت على الحكم بالقوة وبخيانة بعض مشايخ القبائل، فكان لا بد أن تتدخل السعودية بعد طلب الحكومة الشرعية منها هذا التدخل، وتم تشكيل تحالف دولي خليجي عربي لكي يتم إيقاف الزحف الصفوي وأذنابه من المنظمات الإرهابية التي عبثت بأمن المنطقة وتم صد الخطر، ليس عن المملكة فقط، ولكن عن الدول الخليجية والعربية، فأصبحت يدًا على الزناد واليد الأخرى للبناء. فبلادنا - ولله الحمد - لم تكن ولن تكون لقمة سائغة لأي متربص؛ فها هي عملية التطوير والبناء والتصنيع المدني والعسكري أكثر من السابق بناء على مشروع حضاري وهو رؤية 2030 وابتعاث الطلاب المتفوقين إلى الخارج حتى يعودوا إلى بلادهم ليشاركوا في بنائه والاستفادة من نقل التقنية في جميع المجالات، وتم القيام بإصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتمت إعادة هيكلة الدولة وضخ السيولة والدماء الشابة في جميع مفاصل الدولة، ما جعل بلادنا تحقق قفزات هائلة اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وأعلنت عن مشروعات ضخمة، وتم فتح باب الاستثمارات للدول والشركات الأجنبية والسعودية في عدة مجالات، ما جعل منها ليس قوة ناعمة فقط، ولكن قوة عسكرية وسياسية واقتصادية يحسب لها ألف حساب في القرار العالمي، فجزى الله الشدائد خيرًا أن فضحت بعض الدول والأحزاب التي صارت تهاجمنا إعلاميًا، وتدعم الإرهاب ضدنا، وأصبح هناك وعي عند السعوديين والشعب العربي عمومًا بما يجري، وصار اللعب على المكشوف ليس بين دولتنا وهذه الدول فقط بل بين الشعوب؛ حيث أصبح معروفًا من هو عدو الأمة الإسلامية المحتل، الذي يتمسح بالإسلام وحب أهل البيت وهو يريد ابتلاعنا والسيطرة على دولنا وخيراتنا، فأصبحتم أنتم يا إيران وأتباعكم خوارج هذا العصر، فشكرًا أن جعلتِ المارد يخرج من قمقمه؛ وليعرف العالم أجمع من هي المملكة العظمى.