الخوف أحد المشاعر الإنسانية التي جبل عليها الإنسان منذ الصغر؛ حيث تجد الطفل الصغير يبكي بمجرد الابتعاد عن أمه لشعوره بالخوف من الوحدة، ومن ذلك يتبين لنا أن الخوف شعور عام يستمر معنا طول حياتنا، وللشعور بالخوف أسباب كثيرة، منها الخوف من الفشل، كذلك الخوف من المستقبل المجهول أو الخوف من الوحدة أو الموت، وأحيانا قد يكون الخوف من غير سبب، فالخوف ضرورة ملحة لكي يتعايش الإنسان مع واقعه، ويواجه المشكلات التي قد تعترضه في طريق حياته؛ حيث وضع الله في دواخلنا أو لنقل أجسامنا غريزة الخوف أو الدفاع عن النفس ولتحضير الجسم لمواجهة الأخطار؛ حيث إن الخوف يحدث تغييرًا كيميائيًا داخل جسم الإنسان؛ إذ يندفع الدم بسرعة قوية في أنحاء الجسم، وتزداد سرعة ضربات القلب لكي يشعر الإنسان بالقوة الكافية لمواجهة المواقف الخطرة؛ حيث يتصرف بسرعة لمواجهة ذلك الخطر المحدق به. الخوف من الفشل يجعلك تطرق جميع السبل الممكنة للحصول على النجاح، وبذلك تهزم الخوف، وتحقق النجاح، وهكذا في بقية المواقف، ولكن عندما يكون الخوف عادة مسيطرة على الشخص ووسيلة للهروب من مواجهة المشكلات، فإن ذلك يصبح مرضًا يجب العلاج منه، فالكثير يتسلح بالخوف للهرب من مواجهة مواقف الحياة المختلفة، ما يجعله أسيرًا دائمًا للفشل، وبذلك يصبح عضوًا غير منتج، ما يعطل نمو المجتمع؛ لذا ولكي تسيطر على الخوف أو بمعنى آخر تهزم ذلك الشعور المسيطر عليك، تسلح بالخطوات الآتية: اجلس مع نفسك وناقش الأسباب التي دعتك إلى الخوف، وما أسبابه، وهل هناك أسباب مقنعة للخوف، أم أنه نوع من الخور والضعف والتشاؤم، أو تأثير من المثبطين بدون وجود أسباب مقنعة، ما يدعوك إلى البحث عن العلاج المناسب لتلك المشاعر. حاول دائمًا التسلح بالشجاعة والإيمان بالله والثقة بالنفس لمواجهة المشاعر السلبية، ولا تجعل مشاعر الخوف تسيطر عليك، ما يشعرك بالضعف أمامها، فإهمال مشاعر الخوف وعدم تضخيم المشاعر السلبية يحجمها ويجعل من السهولة بمكان التغلب عليها. تخيل نفسك وأنت تواجه مخاوفك بشجاعة في محاولة جادة للتخلص من تلك المخاوف والسيطرة عليها؛ حيث قد تجد صعوبة في البداية، ولكن مع تكرار المحاولة يمكنك التغلب عليها. تسلح دائمًا بالإيمان بالله والثقة بالنفس لمواجهة مشاعر الخوف والتخلص منها، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.