يقول الأديب مارك توين: الشجاعة لا تعني عدم وجود الخوف بل تعني السيطرة عليه، وهذا يعني بأن الخوف شيء طبيعي للجنس البشري وهو متواجد في كل ما يحيط بنا ولكن هناك فرق دائم بين الشجاع والجبان بأن الأول يضبط نفسه على مواجهة الخوف والتعامل معه ويتحكم فيه بعكس الثاني. وللعلم كل المخاوف مكتسبة ولا يولد أحد بها ويمكن لنا تناسيها والتغلب عليها، ومن أكثر المخاوف التي تواجه الإنسان هو الخوف من الفشل والفقر وخسارة المال وهذا هو ما يعيق انتهاز الفرص المتاحة وبالتالي يؤكد خسارته وخوفه. كلمة «لا أستطيع» دمرت الكثير من أحلامنا بالوقوف عندها وعدم الخوض في التجربة أو الفرص التي نمر بها في حياتنا حتى أصبحت صفة تلازمنا دائماً، ولكن يجب أن نعرف حقيقة بأننا نستطيع بوضع الصفات الإيجابية أن ننجح في اكتسابها من خلال زيادة دعم الثقة بالنفس، وعدم جعل الشعور بالإحباط واليأس يسيطر علينا، لذا يجب ان نواجه كل ما نخشاه الى أن ينتهي الخوف منه لتحقيق السعادة والنجاح وأن الهروب ليس الحل الوحيد للتغلب على الخوف. أنت من تصنع ذاتك ولا أحد يجبرك على الوضاعة والخوف دون رضاك واستسلامك، فكلنا لدينا الشجاعة الكافية للقيام بواجباتنا وأدوارنا في حياتنا لكي نحقق أهدافنا ورؤانا والتقدم نحوها، والمشاكل لا تنتهي أبداً وإنكار وجودها لا يبني لنا حضارة أو مستقبلاً ولكن مواجهتها هي ما سيجعلها تختفي وتتلاشى من تلقاء نفسها. دائماً نخاف ونقلق من وقوع الكثير من الأمور في حياتنا ولكن ثق تماماً بأن غالبيتها لا يحدث وأن غالبية الأمور التي تحدث بالفعل تتم بسرعة كبيرة لدرجة أنه لا يتاح لنا الوقت للقلق بشأنها، وأن معظم هذا الخوف هو فقط بداخلنا وجعلناه يسيطرعلينا في مخيلتنا وبالتالي يبعدنا عن الواقع الذي نعيش به. البعض يقع في مصيدة الخوف غير المبرر فيقرر الهروب منه، وهذا الهروب قد يأخذه بعيداً جداً عن الواقع مما قد يجعله عرضة وضحية للمغيبات بشتى صورها ويظن بذلك أنه تخلص من خوفه ولا يدري أنه تحول الى فريسة سهلة لكل من حوله وفقد مساره وأحلامه وأهدافه ومستقبله. بقي القول إن الشجاعة والإقدام والمواجهة هي العلاج الحقيقي للتغلب على الخوف، فلا تضيع فرصك من خلال مخاوف ليست موجودة إلا في خيالك.