تتعاظم يومياً مأساة ملايين اليمنيين في صنعاء جراء سياسة التوحش والإفقار التي تنتهجها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران منذ انقلاب 21 أيلول. وتشهد صنعاء خوف وهلع متزايد، وحياة مشلولة، وآلاف المحلات التجارية والخدمية أوصدت أبوابها هروبا من الجبايات وبلطجة كتائب النهب الحوثية التي ابتكرت أساليب جديدة آخرها شروع الميليشيا في الإجراءات التعسفية لمصادرة العملة الوطنية الجديدة من اليمنيين والتجار ورجال الأعمال ومنع تداولها ومحاولة استبدالها بالريال الالكتروني الوهمي، في مناطق سيطرتها، ما أدى إلى تزايد التدهور في الأوضاع الإنسانية. غليان شعبي وأثارت تعسفات الميليشيا غضب واسع وحالة سخط في أوساط السكان، وشلت مظاهر الحياة وأحدثت تدهورا كبيرا في الأوضاع المعيشية وبدت الأسواق شبه متوقفة بفعل إجراءات منع تداول العملة التي وأجبرت الآلاف على إغلاق محلاتهم التجارية، وسط غليان شعبي ودعوات نقابية وعمالية وطلابية للبدء بخيارات احتجاجية تشمل إضرابات ومظاهرات. ويقول السكان في صنعاء وبقية مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية إنهم يعيشون أوضاع مأساوية هي الأصعب منذ بداية الجائحة الحوثية، وتحدثت أم خليل ل"الرياض" عن عدم قدرتها على شراء الدواء لزوجها الذي يرقد في أحد مستشفيات صنعاء بعد إجراء عمليتين، مشيرة إلى أن جميع الصيدليات رفضت استقبال الأوراق النقدية الجديدة خوفا من الميليشيا. وتضيف أم خليل "زوجي سيموت والحوثي لا يهمه معاناة الناس، يريد أن يخدعنا نعطيه فلوسنا مقابل عُملة وهمية ورصيد غير موجود، لم يكتفوا بتعطيل أعمال الناس وسرقة رواتبهم ونهب المعونات الغذائية المقدمة من المنظمات، واليوم يسرقوا فلوسنا من منازلنا وجيوبنا ويضعوها في جيوبهم ويشتروا بها سلاح يقتلوا الناس به في تعز". يمنيون يحرقون أجسادهم بلغ الحال ببعض اليمنيين إلى إضرام النار في أجسادهم احتجاجا على سياسة التجويع التي تتبعها الميليشيا وما نتج عنها من تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية للسكان وسط إجراءات قمعية ووحشية لمنعهم من الاحتجاج. وأقدم أحد اليمنيين في حي صنعاء القديمة الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية على إضرام النار في جسده الخميس الماضي، احتجاجا على الأوضاع المعيشية المأساوية والحصار الحوثي المفروض على السكان وأدى إلى تعطيل الحياة بشكل شبه كامل. وفي محافظة إب، الخاضعة للميليشيات أضرم الشقيقان، محمد المبيض، وسعد المبيض، النار في جسديهما السبت الماضي، احتجاجا على ظلم الميليشيا وسيطرتها على القضاء والمحاكم التي رفضت السماع لترافع الشقيقان عن قضيتهما المنظورة أمام أحد فروعها. داعش الحوثية ميليشيا الحوثي توحشت أكثر كذلك تجاه النساء في مناطق سيطرتها، ويعيش سكان صنعاء حالة رعب إزاء تزايد جرائم خطف وإخفاء الفتيات بتهم وذرائع عدة، وسط اتهامات حقوقية دولية للميليشيا بإدارة اختطافات عن طريق عصابات مرتبطة بقيادات كبيرة ومقربة من زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي. واختطفت المليشيا أكثر من 7 فتيات خلال اليومين الماضيين، بتهمة لبس "بالطوهات نسائية بالأحزمة" التي حظرتها الأسبوع الماضي ومنعت بيعها ودشنت حملة واسعة لمصادرتها من المحلات النسائية في أمانة صنعاء وقامت بإحراق كميات كبيرة منها، بذريعة أنها غير متطابقة مع معاييرها المتطرفة. وأدرجت الولاياتالمتحدة الأميركية الجمعة الماضية، ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى جانب وداعش، والقاعدة في قائمة الكيانات التي تنتهك الحريات الدينية. الأمر الذي يعد مؤشرا على فشل محاولات اللوبيات الإيرانية في المنظمات الدولية والعواصم الغربية لتقديمها كحركة تساند الحريات وتقبل المخالفين فكريا وتؤمن بحقوق الإنسان وحرية الرأي وتحترم المرأة، وكانت "منظمة رايتس رادار الحقوقية" رصدت في تقرير حديث، اختطاف أكثر من 35 فتاة خلال الفترة القليلة الماضية، في صنعاء، وأكدت تورط قيادات حوثية قالت إنها تقف خلف جرائم اختطاف الفتيات والطالبات من أماكن للدراسة ومن الشوارع وإخفائهن في أماكن مجهولة. واستعرض التقرير جانب من أساليب الاختطاف التي تمارسها العصابات المرتبطة بالحوثيين، وأشارت إلى أن "ثمة فتيات كن يتعلمن التفصيل وخياطة الملابس عند إحدى معلمات الخياطة، وتفاجئن بعصابة قامت بتخديرهن عبر إجبارهن على استخدام مادة مخدّرة، وبعد ذلك قامت بأخذهن إلى بيت للدعارة ثم نقلهن إلى السجن". وتأكيدا على استعداد الميليشيا الحوثية لاستخدام أقذر الوسائل المهينة، أشارت المنظمة أن الحوثيين يختطفون النساء ثم ينقلوهن إلى سجون سرية، وبعد ذلك يقومون بنقلهن إلى سجون عامة بعد تلفيق تُهم والتقاط صور مسئية ومُخلة بهدف ابتزازهن وإجبارهن على السكوت.