اختتم المقهى الثقافي بمعرض جدة الدولي للكتاب نشاطه بأمسية عن السيرة الذاتية قدمها: هشام العبيلي، ووقف عند تعريفها مورداً عدة تعاريف منها: ما ذكره جورج ماي بأنها: سيرة كتبها من كان موضوعاً لها، وتعريف جورج ميش بأنها: وصف لحياة شخص بواسطة الشخص نفسه، وما أورده صالح الغامدي بأن السيرة الذاتية: تسجيل استعادي صادق ومقصود لعمر، أو على الأقل لعدد معتبر من سنيه، من الخبرات والأفعال والتفاعلات وتأثيراتها الفورية والبعيدة المدى على الشخص. وفيما يتعلق بمن هو الذي يكتب سيرته الذاتية أوضح العبيلي: إذا أمعنا النظر أيقنا أنه لا يجمع بين معظم كتاب السيرة الذاتية إلا خاصيتان، الأولى: أن سيرهم الذاتية نتاج بلوغهم سن النضج إن لم نقل سن الشيخوخة، والثانية: أن ذكرهم سارت به الركبان قبل أن ينشروا قصص حياتهم، وكما ذكر جورج ماي أن الكثير من السير الذاتية التي طبقت شهرتها الآفاق كتبها أصحابها بعد الخمسين. موضحاً أن الدوافع المتنوعة التي يمكن أن تنشأ عنها كتابة السيرة الذاتية تنقسم إلى طائفتين: الأولى تضم المقاصد العقلانية والمنطقية الرصينة وتصنف إلى صنفين: التبرير والشهادة، والثانية: تضم دوافع أقرب إلى الانفعالات والعواطف وتصنف إلى صنفين: التباري مع الزمن، وعثور المرء على معنى لوجوده. وفيما يتعلق بالدافع لقراءة السيرة الذاتية ذكر أن السيرة الذاتية تخلق لدى القارئ لذة ومتعة، كما أنها تدفعنا إلى معرفة أنفسنا عن قرب بل ومحاسبتها، كما أن ذكريات المؤلف تثير ذكريات شبيهة فينا، ومتعة الذكرى حتى لا تغيب في ثنايا النسيان ووقف العبيلي عند الفرق بين السيرة الذاتية والمذكرات موضحاً أن ظهور كلمة مذكرات سابق بقرون لكلمة السيرة الذاتية وأساس التمييز بينهما أن السيرة الذاتية مدارها على شخص الكاتب أو شخصيته والمذكرات مدارها على الأحداث التي يرويها الكاتب، ويضيف أن البعض ذهب إلى صعوبة تحديد الفرق بين السيرة الذاتية والمذكرات، ولكن من الفوارق بينهما أن المذكرات غير مرتبة وتكون بحسب ما تستدعيه ذاكرة الكاتب. وتطرق إلى الفرق بين السيرة الذاتية واليوميات موضحا أن اليوميات سجل للتجربة اليومية يكتبها صاحبها يوما بيوم وتتميز بتسجيلها دقائق الأمور ولكنها لا تتمتع بحكم شمولي إنما هي حاكمة على الجزئية التي تقع في ذلك اليوم، وفيما يخص الفرق بين السيرة الذاتية والرواية أوضح أن السيرة نص توثيقي حقيقي واقعي أما الرواية فنص سردي خيالي وقد يتقاطعان في صورة سيرة روائية. وسبر أغوار السيرة والأقوال التي تواترت عن أول سيرة ذاتية كُتبت ومنها: أنها سيرة عبدالرحمن بن خلدون المتوفي سنة 808ه، وقيل الاعتبار لأسامة بن منقذ، وقيل كتاب التبيان للأمير عبدالله بن بلقين، فيما ذهب بعض الباحثين بأن أول سيرة ذاتية كُتبت في العصر الحديث تتمثل في «الأيام» لطه حسين.