أكدت دراسة عالمية جديدة حول التأثير الاقتصادي والاجتماعي لمساحات العمل المرنة في ضواحي المدن الكبرى على أن تزايد حجم مساحات العمل المشتركة المرنة خارج المناطق الحضرية يؤدي إلى خلق اقتصاد مرن، من خلال إشهامها بأكثر من 254 مليار دولار أمريكي في دعم الاقتصادات المحلية خلال العقد المقبل. ووفقا لتقرير صادرة عن ريجس المزود الأكبر عالمياً لأماكن العمل للشركات، يعزي نمو قطاع مساحات العمل المرنة في الضواحي إلى حرص الشركات الكبرى على تبني سياسات عمل مرنة التخلي عن مفهوم المقر الرئيسي الاحيد والموظفين الأساسيين، فضلاً عن تعزيز قاعدة الموظفين خارج المراكز الحضرية الرئيسية من خلال المساحات المرنة؛ وكل ذلك يساعد على تحسين رفاهية الموظفين من خلال السماح لأفرادهم بالعمل بالقرب من المنزل، مما يسهم في تعزيز الإنتاجية وتوفير النفقات. وعلى صعيد دولة الإمارات؛ كشفت الدراسة عن الاهتمام المتزايد من جانب الشركات تجاه تأسيس عمليات في أحياء جديدة في دبيوالإمارات الأخرى؛ ما يفيد الشركات والموظفين من خلال تحسين الإنتاجية والابتكار وتقليل وقت التنقل؛ كما أنها تحفز الأعمال والخدمات في المنطقة المجاورة إلى جانب تعزيز الإنتاجية وفتح الباب أمام فرص عمل جديدة لأولئك الذين يعيشون في تلك المناطق. وقال رئيس مكتب شركة IWG – الشركة الأم لريجس- في الشرق الأوسط كوري دبليو طومسون، "تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جذب الشركات العالمية لتأسيس عملياتها في مدنها الرئيسية، لكنها تشهد، على نحو متزايد، تحولاً ملحوظاً تجاه المناطق الجديدة في دبيوالإمارات الأخرى، ومن المقرر أن تفتتح "ريجس" Regus مركزًا جديدًا لها في رأس الخيمة في العام 2020، ونتطلع أيضاَ إلى تعزيز شراكاتنا في المراكز الجديدة في الإمارات الشمالية، بما في ذلك إمارة الفجيرة ومدينة العين. ونخطط إلى تحقيق مزيد من النمو في مناطق جديدة بإمارة دبي، بما في ذلك واحة دبي للسيليكون في أوائل العام 2020 وتعزيز حضورنا من خلال في مشاريع أخرى. وتهدف رؤيتنا إلى أن نكون المزود الرئيسي لمساحات المرن الذي سيوفر تغطية كاملة في دولة الإمارات. مارك ديكسون ، الرئيس التنفيذي لشركة IWG- الشركة الأم ل ريجس- في الشرق الأوسط- : "ينفق الأفراد كثيراً عندما ينتقلون إلى المدن الكبرى؛ بينما إذا عملوا في مناطقهم المحلية سيتم توفير هذه الأموال لإنفاقها في المناطق الذي يعيشون فيها؛ وهذا ما أشارت إليه دراستنا التي أكدت أن العمل في الضواحي يسهم في رفد الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل ودعم المناطق المجاورة. وتدرك الشركات أيضًا هذه الفوائد؛ حيث نشهد طلباً متزايداً من جانب الشركات من مختلف الأحجام على مساحات العمل المرنة في المدن الصغيرة. وتسعى الشركات للتواجد في العقارات التي تتميز بمحوريتها وحداثتها. في الوقت نفسه، ترغب الشركات صغيرة الحجم أن تتعاون مع بعضها، وتختار لذلك مساحات عمل مرنة لتكون بالقرب من الشركات الأخرى." الى ذلك، تشير الدراسة نفسها إلى أن المساحات المكتبية المريحة تتسم بميزة اجتماعية أخرى، من خلال توفيرها لفرص عمل للأفراد الذين قد لا يتمكنون من الانتقال إلى المكتب؛ بما فيهم أصحاب الهمم، والآخرين ممن لديهم مسؤوليات رعاية. وفي ظل عدم توافر فرص عمل كثيرة، يمكن لمساحات العمل المرنة المحلية أن تفتح الطريق لاستقطاب أفضل المواهب.