مهما تعثر البطل يظل قمراً في سماء الدنيا وإن كان اسمه الهلال، بدراً متلألئاً يضيء شبه الجزيرة العربية، ويغازل محبيه وهم الصفوة، يزيح الغبار عن دربه، ويثلج الصدور المحبة، يؤذن بميلاد فجر جديد للكرة السعودية العريقة التي تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الرياضة المحببة إلى جماهيرنا الزاحفة خلف أنديتنا وشبابنا بالملايين. أما الهلال فيغرد دائماً منفرداً على رأس السرب وينقض على البطولات، فمكانه ومكانته معروفان على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، قد يتنازل في كبرياء عن بطولة لظرف أو لسببٍ خارج عن الإرادة لكن مكانه دائماً محجوز فوق منصات التتويج، وكرة القدم كغيرها من الأنشطة تحتاج إلى تخطيط وتنظيم ومتابعة ورقابة وكلها مسائل إدارية يرعاها المختصون المتخصصون، ولكن كما نشيد بجهد الإدارة يجب ألا ننسى جهود اللاعبين ودور الجمهور العظيم؛ فاللاعبون هم الشموع التي تحترق لتضيء جوانح عشاق الهلال ومحبيه بتحقيق الانتصارات والفوز بالبطولات، كل إنجاز يتم بروح الفريق، سواء كان في الناحية الإدارية أو الفنية، منظومة متناغمة عبر السنين منذ تأسيس النادي العام 1957م؛ فنادي القرن قارب على إحراز البطولة المئة سواء كانت رسمية أو ودية، 97 بطولة، وبلغ عدد البطولات الرسميه 62 بطولة، وبذلك يحتل نادي الهلال المرتبة 79 في قائمة أفضل 100 فريق كرة قدم على مستوى العالم، نسأل الله الرحمة والمغفرة للشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس النادي، والنخبة التي تعاقبت على رئاسة النادي منذ تأسيسه في 16 أكتوبر العام 1957م. وقد حقق الهلال 15 بطولة دوري سعودي، وزعامة كأس ولي العهد ب13 بطولة، وكأس الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي سمي لاحقاً بكأس الأمير فيصل بن فهد 7 مرات، وكأس الملك 8 مرات، ويعد الهلال أكثر الأندية السعودية حصاداً للبطولات الخارجية، وقد نال مؤخراً شرف الوصول لكأس العالم للأندية للمرة الثانية العام 2019م، ولا ننسى إضافته لبطولات أخرى مثل كأس السوبر السعودي المصري، وكأس الصداقة الدولية؛ فإنجازات النادي يعجز القلم عن سردها في هذه المساحة. أما الشموع التي تسعد أفئدة الملايين من عشاق النادي ومحبي الكرة فهم كثر، رحل منهم من رحل واختفى عن البساط الأخضر آخرون، يأتي في مقدمتهم أسطورة هلال الثمانينات الهجرية الكابتن مبارك عبدالكريم «شفاه الله»، سلطان بن مناحي، يوسف الثنيان، سامي الجابر، صالح النعيمة، عبدالله الدعيع، خالد التيماوي، محمد الشلهوب، نواف التمياط، ياسر القحطاني، ماجد المرشدي، ناصر الشمراني، عمر خربين، محمد كنو، عبدالله المعيوف، وغوميز. وفي غمرة فرحة الانتصارات هل لنا أن نرد بعض الفضل لأهله بتكريم كل من ساهم في تحقيق هذه الإنجازات، فنحن شعب يرد الفضل لصاحب الفضل، ولا أظن أن من أبناء هذا الوطن العزيز الغالي المعطاء ناكراً لجميل، فمن يزرع المعروف يحصد الشكر، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. وفي الختام أقول للمكابرين: وأعجب لعصفور يزاحم باشقاً ... إلا لطيشه وقلة عقله * هلالي قديم