منذ اللحظات الأولى التي شهدت تأسيس الأندية الرياضية في عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبنائه الملوك البررة من بعده حظيت الرياضة والرياضيون بدعم متواصل من قبل ولاة الأمر، ويتمثل ذلك في حجم الإنفاق الذي يتنامى ويزداد مع الزمن، حيث أنشأت المقرات للأندية الكبيرة والقديمة التأسيس والمدن الرياضية في مختلف مناطق المملكة، ولم يتوقف الدعم على ذلك بل تعداه إلى تعاهد الرياضيين الأبطال الذين استطاعوا تحقيق البطولات في المنافسات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية، وحضور ملك البلاد للمباراة الختامية وتسليم الكأس والجوائز، حيث كان حضور الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - للمباراة النهائية لأول كأس ملكية سعودية بمدينة الظهران في العام 1366ه بين فريقي الاتحاد من الظهران والصومالي أول حدث رياضي يحضره، وكانت تلك المباراة هي الوحيدة التي حضر فيها وقام بتسليم الكأس بنفسه للفائز، وسط احتفال الجمهور الذي كان يُحيط بأرضية الملعب، حيث كانت زيارة المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - للمنطقة الشرقية وتحديدا للظهران في سبتمبر 1945م منعطفاً مهماً وقوياً في تاريخ الحركة الرياضيةبالشرقية وللبلاد ككل ودعماً مباشراً لها، فعندما علم الرياضيون بالزيارة تم الترتيب مع "ماك فيرسن" نائب رئيس شركة أرامكو الذي كان له دور كبير في انتشار الرياضة بالمنطقة الشرقية، فقد قرر أن يكون هناك دوري سريع ويشرّف الملك عبدالعزيز المباراة النهائية، وقد شاركت فرق الصومالي والاتحاد والأهلي من الظهرانوالخبر - الهلال - من الخبر، وحضر نائب الملك عبدالعزيز في الحجاز الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - المباراة التي كانت بين الاتحاد والخبر - الهلال - وكانت على ملاعب أرامكو، وفاز الاتحاد بالمباراة بنتيجة 1 / 0 وتأهل للنهائي مع الصومالي الذي فاز على الأهلي، وسلم الملك الكأس الذي يعتبر أول كأس يقدمه ملك سعودي، وبذلك تكون الشرقية أول منطقة تشهد نهائي وبحضور المؤسس الذي لأول مرة يحضر مباراة كرة قدم ويسلم كأس البطولة. وبعد تطور لعبة كرة القدم وتأسيس العديد من الأندية في كافة مدن وقرى المملكة أقيمت منافسات لفرق الأندية ومسابقات، فقبل تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لعبت أول بطولة سعودية رسمية بنظام خروج المغلوب في العام 1371ه - 1951م، حيث قامت الجهة الرسمية المشرفة على كرة القدم في البلاد وهي الإدارة العامة للرياضة والكشافة التابعة لوزارة الداخلية - آنذاك - بتنظيم بطولة كرة قدم بمسمى كأس الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز - وزير الداخلية آنذاك -، وحصل على البطولة نادي الاتحاد، وكانت أول مباراة في كأس الملك بدأت في العام 1377ه بين الاتحاد من جدة والشبيبة من مكة وانتهت بفوز الاتحاد 3 / 1، وتوج الوحدة بطلًا لأول نسخة بعد فوزه على الاتحاد في النهائي 4 / 0، وشاركت المنطقة الوسطى لأول مرة في العام 1962م، وفاز الهلال باللقب من أول مشاركة بعدما تغلب على الوحدة في النهائي 3 / 2، واستمراراً للدعم الذي تلقاه الرياضة والرياضيون فقد تم تحقيق العديد من البطولات المحلية والدولية التي كانت نتاج اهتمام ولاة الأمر بالرياضة وبكل ما فيه منفعة للشباب وشغل أوقات فراغهم وتحقيقاً لرغبة الجماهير في رقي للكرة السعودية والوصول بها إلى العالمية. تواريخ البدايات وعند الحديث عن الحركة الرياضية فإن البدايات كانت حينما نشأ جهاز الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشافة والتي كانت تعرف باسم "إدارة الشؤون الرياضية" بوزارة الداخلية، تلا ذلك في الأول من شهر ربيع الثاني العام 1380ه صدور قرار مجلس الوزراء رقم 97 بنقل إدارة الشؤون الرياضية من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف تحت اسم "اللجنة الرياضية العليا"، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت وزارة المعارف - وزارة التعليم حالياً - هي المسؤولة عن تنمية النشاط الرياضي بالقطاع الأهلي بالإضافة إلى مسؤوليتها عن النشاط الرياضي في القطاع المدرسي، وبذلك نقل الجهاز الرياضي من مكتب وزارة الداخلية في مكةالمكرمة إلى مقر وزارة المعارف في الرياض، وفي أوائل العام 1382ه - 1962م -، أسست في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إدارة جديدة باسم "إدارة رعاية الشباب" تتولى مسؤوليات الإشراف على الحركة الرياضية في القطاع الأهلي، وبذلك انتقل الإشراف الرياضي من وزارة المعارف إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم صدر قرار وزاري بتعيين الأمير خالد الفيصل مديراً عاماً لرعاية الشباب 1386 - 1391ه وفي العام 1394ه - 1974م - صدر القرار الملكي الكريم بتكوين الرئاسة العامة لرعاية الشباب مرتبطة مباشرة بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب والذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رئيس مجلس الوزراء -، وبذلك انتهت علاقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برعاية الشباب، حيث أصبحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مؤسسة حكومية مستقلة بجهازها الإداري والمالي والرياضي، وبهذا أصبحت الرئاسة الجهة المسؤولة عن رعاية كافة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية للشباب وتقديم الإعانات المالية والفنية للاتحادات والأندية الرياضية والهيئات الرياضية والثقافية ومنح التراخيص للأندية الرياضية والأدبية وإقامة مرافق بيوت الشباب والمراكز الثقافية والمعسكرات والبرامج الاجتماعية، وكذلك برامج الترويح والرياضة للجميع. مقرات حديثة ومما لا شك فيه أن الاهتمام بالمنشآت الرياضية هو خير داعم لتقدم الرياضة في بلادنا وتقدمها وذلك بتهيئة كل سبل الراحة للاعبين في الأندية والجماهير العريضة لكل النوادي، فبعد أن كانت مقرات الأندية في بداياتها البسيطة كانت عبارة عن بيوت من الطين، امتدت إليها أيادي البذل والعطاء فتم بناء مقرات حديثة في كل عام، فتنامت إلى أن وصلت إلى مدن رياضية تضاهي مثيلاتها في كبرى دول العالم، ولعل من أبرز هذه المدن التي أنشئت حديثاً والتي تعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة - حفظها الله - بالرياضة والرياضيين هي مدينة الملك عبدالله الرياضية بمحافظة جدة وتقع شمال مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وتحتوي المدينة على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية - ملعب كرة قدم -، وصالة مدينة الملك عبدالله الرياضية، وصالة ألعاب رياضية، ومسجد مدينة الملك عبدالله الرياضية، وثلاثة ملاعب رديفة ومواقف سيارات، ويلقب الملعب الرئيس ب"الجوهرة المشعة"، وبدأ البناء في المشروع في العام 2013م وانتهى البناء بنهاية شهر أبريل سنة 2014م. وساهم الدعم الكبير بالوصول بالكرة السعودية إلى العالمية، فقد تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم لكرة القدم خمس مرات، أمّا في بطولة كأس أمم آسيا، حيث يعتبر المنتخب السعودي من أنجح المنتخبات الآسيوية في القارة وأكثر فريق عربي تمكن من الفوز ببطولة كأس آسيا، حيث حقق البطولة ثلاث مرات كان آخرها هذا العام، ويشارك المنتخب السعودي ببطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، كما حصل المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة على كأس العالم لكرة القدم في السويد للمرة الرابعة في العام 2018م. رعاية وحضور وتحظى الرياضة باهتمام كبير من قبل القيادة الرشيدة حيث تمتد لها يد الرعاية والاهتمام ومن ذلك حضور المباراة الختامية في دوري الأندية والكأس، وقد حظيت الفرق المشاركة في النهائيات بحضور الملك أو ولي عهده في كل موسم في جميع عهود الملوك السابقين لتتويج الفائز بالبطولة وإلى هذا العهد الزاهر، حيث يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - المباراة الختامية على كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم ويحضرها بنفسه، وكان آخرها المباراة الختامية التي أقيمت العام الماضي على إستاد الملك فهد الدولي بمدينة الرياض بين فريقي التعاون والاتحاد حيث سلّم - أيده الله - كأس البطولة لفريق التعاون، وعند تحقيق أي إنجاز للوطن في المحافل الدولية في مجال الرياضة فإن التقدير والتكريم من قبل ولاة الأمر يشمل اللاعبين ومسانديهم في هذه الإنجاز، ولعل من أبرز الإنجازات لهذا العام هو حصول نادي الهلال على بطولة كأس أمم آسيا، حيث استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ووكلاء الهيئة ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الهلال والجهازين الفني والإداري ولاعبي الفريق لكرة القدم بمناسبة تحقيقهم بطولة دوري أبطال آسيا، والتأهل لكأس العالم القادمة للأندية، وهنأ سمو ولي العهد مسؤولي ولاعبي فريق الهلال بهذا الإنجاز للوطن وظهورهم المشرف في البطولة، والتأهل لكأس العالم للأندية، مشيراً سموه إلى أهمية الاستمرار في بذل المزيد من الجهد لرفع اسم المملكة عالياً في المحفل العالمي. الأمير محمد بن سلمان مع لاعبي نادي الهلال بمناسبة تحقيق بطولة آسيا مدينة الملك عبدالله - الجوهرة المشعة - أحدث المدن الرياضية في المملكة الاهتمام بكرة القدم أوجد حضوراً جماهيرياً لأغلب المباريات نادي الهلال سجّل إنجازاً باسم المملكة بتحقيقه كأس دوري أبطال آسيا