يبدو أن الرئيس التركي ينتهج سياسة خلق الأعداء، فما يقترفه اليوم تجاه سيادة ليبيا من تحرش ورغبة في انتهاك الأرض الليبية، سيجلب له ولبلاده المزيد من العداوات المعلنة بسبب إصراره منفرداً على تنقيب الغاز في البحر المتوسط، فلا شك أن دولاً كبرى كمصر واليونان لن تسكت ضد تحرش السياسة التركية، وحتماً ستتخذ مواقف صارمة تردع الطيش التركي، فمن غير المعقول أن تتفرد أنقرة بثروة غاز المتوسط وحدها!. لا شك أن الرئيس التركي يعاني من علة النرجسية وعشق الذات، المرض الذي أودى بهتلر النازي وموسيليني الفاشي إلى مآسي الحرب العالمية الكبرى، وجل ما يخشاه العالم اليوم أن تجر تركيا المنطقة إلى حروب مستعرة، لا سيما أن ذهنية السلام والتسامح لا تتواءم مع سياسة أردوغان التهورية!. ولا شك أيضاً، أن الليبيين قد سئموا التدخل التركي السافر في شؤون وطنهم، وإصرار أردوغان على دعم الفصائل التخريبية لصالح أجندته وطموحاته الشخصية، فالشعب الليبي وعلى كافة شرائحه وانتماءاته قد دان التصريحات التركية وتماديها في انتهاك سيادة بلادهم، لا سيما عنجهية أردوغان التي تمادت إلى درجة استعدادها لإرسال قوات تركية إلى داخل الأرض الليبية، بمعنى تحويلها إلى سورية ثانية، يعبث بأراضيها كما يشاء!. الكل يدرك أن أوهام حزب العدالة والتنمية التركي تهذي بأحلام اليقظة، وتعج بالأماني المستحيلة، فهي تحلم بإحياء الدولة العثمانية المنقرضة، وتبعثها كإمبراطورية مترامية الأطراف كما كانت عليه قديماً، بحيث تملأ جغرافيا العالم القديم بقاراته الثلاث، هكذا تردد صحافة الحزب التركي الحاكم، وعلى نغمتها النشاز تنعق الأحزاب الإخوانية المبعثرة على خارطة العرب!. وأخيراً.. يبدو أن قراءة السيد أردوغان وحزبه، للمشهد السياسي العربي خاطئة جداً، فعلى الرغم من حالة الشتات العربي إلا أن يقظة العروبة قد شرعت تدب دماؤها في ناشئة اليوم، وما نلحظه جميعاً من تشكل الوعي لدى شباب اليوم في بغداد وبيروت ينبئنا عن يقظة عروبية حية، يقظة تلهبها هتافات العروبة والتفافها حول عاصمة القرار العربي (الرياض)، العروبة التي تتكسر على صخرتها أحلام الفرس والروم.