عثر فجر الأربعاء على جثة ناشط مناهض للحكومة في بغداد مصاباً بثلاث رصاصات في رأسه، بحسب ما أفادت مصادر طبية وأمنية الأربعاء، ليصبح ثالث ناشط يقتل خلال أقل من عشرة أيام في العراق. ووجدت جثة علي اللامي، البالغ من العمر 49 عاماً، في حي الشعب في بغداد. وقال صديقه تيسير العتابي: "اللامي غادر ساحة التحرير عند الواحدة بعد الظهر متوجهاً إلى منزل شقيقته، لكنه اختفى ثم عثرنا على جثته عند العاشرة مساء مقتولاً برصاص في الرأس أطلق من الخلف، ملقاة في شارع في منطقة الشعب". ورجح أن يكون "اغتيال الناشطين تم من قبل ميليشيا مسلحة موالية لإيران". وقال مصدر في الشرطة إن المهاجمين استخدموا مسدسات بكواتم للصوت، فيما أشار الطب الشرعي إلى أن اللامي أصيب بثلاث رصاصات. وقبيل مقتله، دعا اللامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين إلى السلمية. وأصبح ثالث ناشط يقتل في العراق من الثاني ديسمبر. والاثنين، اغتيل الناشط المدني البارز فاهم الطائي برصاص مجهولين في مدينة كربلاء، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات المناهضة للحكومة. وتعرض ناشطون في بغداد وأماكن أخرى بالفعل لتهديدات وعمليات خطف وقتل، ويقولون إنها محاولات لمنعهم من التظاهر. وعثر الأسبوع الماضي على جثة ناشطة شابة تبلغ من العمر 19 عاماً قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وترك جثتها خارج منزل عائلتها. وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء لوكالة الأنباء الفرنسية "كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صوراً لنا". وأضاف "أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت لصعقات كهربائية". من جهة ثانية، اختطف المصور الشاب زيد الخفاجي من أمام منزله بعد عودته من ساحة التحرير فجراً الأسبوع الماضي، بحسب ما قال أقرباؤه. وأشاروا إلى أن أربعة أشخاص وضعوه في سيارة سوداء رباعية الدفع تحت أنظار والدته، واقتادوه إلى جهة مجهولة. ولم تعرف بعد الجهة التي تقف وراء عمليات الخطف أو القتل تلك. وأسفرت الاحتجاجت في العراق عن مقتل أكثر من 450 شخصاً وإصابة أكثر من 20 ألفاً بجروح حتى أمس الأربعاء. وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان بأن صدامات اندلعت مساء صباح الأربعاء بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب، مما أسفر عن إصابة نحو ثلاثين شخصا على الاقل قرب ساحة الوثبة وسط بغداد. وذكر متظاهرون لوكالة الأنباء الألمانية أن قوات مكافحة الشغب العراقية فتحت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع عندما حاول متظاهرون الاقتراب من الحاجز الأمني في ساحة الوثبة المؤدي إلى سوق الشورجة الكبير وشارع الرشيد باتجاه البنك المركزي العراقي. وأوضح المتظاهرون أن "عملية إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع تمت في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي من ساحة الوثبة باتجاه سوق الشورجة وشارع الرشيد مما تسبب بإصابة نحو 30متظاهرا بحالات اختناق من جراء استنشاق الغازات". وقال الشهود إن "عمليات الإسعاف الأولية تمت للمصابين من قبل الفرق الطبية التطوعية في ساحات التظاهر في ساحتي الخلاني والتحرير فيما سمع إنذارات سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى مكان المواجهات".