خسر منتخبنا كأس الخليج أمام شقيقه البحريني، واكتفى بالوصافة، لكنه في المقابل خرج من البطولة بمكاسب عدة، صحيح كنا نطمح لتحقيق المكسب الأكبر بالتتويج بالذهب، وكسر عناد سنوات مضت عانى فيها "الأخضر" من الغياب عن الإنجازات والبطولات، لكن قدر الله وما شاء فعل، والخسارة في النهائي يجب أن نستفيد منها، خصوصاً أن المدرب الفرنسي هيرفي ريناد بدأ في صناعة منتخب جديد، بأسماء شابة لفتت الأنظار خلال مباريات خليجي 24. وبمناسبة الحديث عن ريناد، ما زلت أرى أنه في بداية مشواره مع منتخبنا، لذلك فإن الحكم عليه بالنجاح أو الفشل سابق لأوانه، لا سيما أنه تولى المهمة بعد معاناة المنتخب فترة طويلة من حالة عدم استقرار فني وإداري، من يقسو على المدرب ويحمله وحده الإخفاق مخطئ، ومن يبالغ في الإشادة بعمله مخطئ أيضاً، فالأيام المقبلة كفيلة بأن تجعل عمل رينارد يتحدث عن نفسه، والمؤسف أن تجد من يمجد عمل المدرب عند الفوز، وينسف كل ذلك حال الخسارة! رغم قرار مشاركة منتخبنا المتأخر، والظروف التي أعقبت ذلك من تواضع في الإعداد مقارنة بالآخرين، وغياب أسماء بارزة في أكثر من لقاء، والخسارة الكبيرة التي تعرضنا لها في الافتتاح أمام الكويت، إلا أن "الأخضر" وصل إلى النهائي، وتجاوز بأسماء شابة "بطل آسيا". في بطولة الخليج جملة من الإيجابيات يجب تعزيزها من أجل مستقبل أفضل لمنتخبنا، وهو الأمر ذاته بالنسبة لبعض السلبيات والمشكلات الفنية، وهو ما يعني أن ريناد ينتظره عمل كبير في الفترة المقبلة، وعليه الاستفادة من أيام فيفا، قبل خوض غمار تصفيات كأس العالم من جديد في مارس المقبل، فالأدوات المميزة موجودة، سواء لاعبي الخبرة، أو اللاعبين الشبان الذين تألقوا في الدوحة، أمثال تمبكتي وخبراني والمالكي والحمدان، وغيرهم من اللاعبين الذين قدموا مستويات رائعة، الكرة السعودية تحتاج إلى منتخب جديد بتوليفة مختلفة عن السابق، هنالك أسماء لا يمكن أن تقدم أي إضافة إلى منتخبنا من اللاعبين الكبار عمراً، وهو ما يجعلنا نطالب رينارد بأن يستمر في سياسته نحو صناعة منتخب شاب وجيل جديد من اللاعبين الدوليين، بإمكانهم إعادة زرع الفرحة في قلوبنا بالانتصارات والإنجازات، وحتى يتحقق الهدف المنشود في أرض الواقع لا بد أن يمنح رينارد الفرصة كاملة، ويستمر فترة طويلة، بعدها يُقيم عمله.