مررت صباح يوم قريب زائراً ومتطلعاً ومتشوقاً ومتفائلاً النادي الأدبي بمدينة الرياض وخرجت منه بعد دقائق مؤلمة لواقع مهني لا يسر ومشاهد معمارية مؤذية وأثاث متهالك وحوائط تئن مما وضع عليها وسواتر ممزقة ومبنى خالٍ من البشر إلا من عامل نظافة قد أمضى عشرون عاماً يرتب ما يمكن لمساء يومين في الأسبوعين فقط قد يحضرها أحد وقد لا يحضر, وكل مشاهداتي كأنها تحكي أن الثقافة والكتاب مهنةً للطيبين الذين غادروا الحياة وتركوها لجيل آخر تقني. هذا نادي العاصمة الأكبر ولن يكون غيره بأفضل حال منه ربما, والأندية الأدبية قد تقاذفتها جهات الإشراف بين وزارة الإعلام والثقافة ورعاية الشباب سابقاً ومؤخراً هيئة الثقافة. ومصدر الألم هنا أن هذه الأندية تمثل رمزية للثقافه فضعف حراكها خلال الفترات الصباحية والمسائية من دون أن تُستثمر هذه النوادي الأدبية كمناهل ومحاضن لأكثر من مليون ونص متقاعد وتهيئ لهم الأندية في الفترة الصباحية ليزاولوا نشاطاً ثقافياً يجدون أنفسهم فيه وينمون مداركهم ويحتضن النادي إبداعاتهم، هل عجزت مجالس الإدارة التي تعاقبت عليه أن تجد من يرعاه من قطاعات الأعمال التي تؤمن بالمسؤولية الاجتماعية ليتولوا ترميم وصيانة المبنى وتأهيل قاعاته وميادينه وأفنيته ويمنح الراعي ما يستحق من التقدير لهذا العمل. أليس من الأولى على نادي العاصمة الأدبي عقد ورشة عمل إن كان غير قادر على توليد الأنشطة والبرامج ويدعوا لها عامة الناس مع المهتمين ليطلقوا برامج أدبية وثقافية ويجعلوا من النادي خلية أدبية تناسب جميع الأطراف وتخاطب كل الأذواق مع تسويق تلك الأنشطة على الموسرين من المواطنين أو على رجال وسيدات الأعمال أو على الكيانات التجارية الفاعلة. ونتجاوز المأمول لإطلاق برامج بأسماء الرعاة لكي نضمن استدامة الدعم والمساندة وتشجيع البقية لمثل ذلك. أليس من الممكن تفعيل مقترح قد كتبت عنه بعنوان: (الأندية الأدبية وحراك المجتمع الأدبي) في يوم الاثنين 16 ربيع الأول 1439ه - 4 ديسمبر 2017م يجسر العلاقة بين النادي الأدبي في الرياض والمجالس الأسرية والثقافية التي تعقد طيلة أيام الأسبوع لضمان الحراك الأدبي بوسيلة أخرى يقوم بها المهتمون من وجهاء المجتمع بالنيابة عن الأندية الأدبية وإطلاق تطبيق إلكتروني يُمكن كل مهتم من معرفة نشاط تلك المجالس وندواتها والمتحدث فيها ويذهب إلى أيها شاء في ظل ضعف الأندية الأدبية في إقامة أنشطةً أدبية قامت المكتبات العامة بهذا النشاط فبين مبادرة قراءة في كتاب لمكتبة الملك فهد العامة وبعض الأنشطة الأخرى نجد مكتبة الملك عبدالعزيز تقوم بدور مهم في التواصل الأدبي مع المجتمع من خلال مبادرة القراءة المتنقلة لتصل للناس في أماكن تجمعاتهم بحافلات مجهزة بالكتب وأماكن الجلوس وشاشات الإنترنت للحصول على مزيد من المعلومات ومبادرة الأركان الثقافية بالمطارات والمنافذ ومحطات توقف القطار. ختاماً وهو رجاء موجه لوزارة الثقافة أن تلتفت للأندية الأدبية وتحقق النفع للناس من خلالها وتهيئ بيئتها لتكون جاذبة وتفعل أنشطتها لتكون مفيدة وتعيد هيكلتها الإدارية بما يضمن ديمومة النشاط في ساعات العمل الصباحية والمسائية كما وعليها أن تعيد الألق للكتاب والكاتب وتهتم بنشاط فكره مع آلية انتخاب تستقطب المتميز من رجال الثقافة والأدب واستحضار العطاء السابق قبل الترشح ولا نكتفي أن يكون من الشروط صدور كتاب واحد ربما كُتب له أو جُمع عنه. عضو المجلس البلدي لأمانة مدينة الرياض