بكل أسف من نتحدث عنهم اليوم ليسو أساطير أو خرافات، بل تجدهم في حياتنا كُثر، ومنهم وعلى أنفسهم يكمن الخطر، حب للذات وأنانية، ويقال اضطراب في الشخصية، تميزوا بالغرور والتعالي وحب الظهور كيف ومتى، أو حتى لِم؟ لا يهم.. المهم أن يكسبوا ولو حتى على حساب الآخرين، يهيمون بأنفسهم حباً، وبقدراتهم الموهومة عُجباً إنهم من اصطلح على تسميتهم بالإغريقية «نركسس» أو «نرسيس» أو بالعربية «نرجس» وهي أسطورة إغريقية قديمة نسبة إلى صياد إغريقي كان يدعى نرسيس أو نرجيس، رأى وجهه ذات يوم في البحيرة فملأه الهيام بنفسه والحيرة فأحب جمال وجهه، وأضاع كل طريق ووجهة، فلم يعد يرى سواه أحدا حتى غادر الحياة وأُبعد، فنسبوا هؤلاء الثلة في أفعالهم إليه لِما يجدون في أنفسهم من الغرور والتعالي متناسين قدرات الآخرين، وأن هنالك مثلهم قادرين وأكثر مما قدموا فاعلين فلمثل هؤلاء نقول: ستجدون يوماً أنكم بمفردكم سائرين لطريق لا تعلمون إلى أين أنتم واصلون؟ من هنا وجب علينا جميعاً أن نثق بأن لدى كل البشر قدرات وأن نتمتع في دواخلنا باحترام الذات وتقدير كل من يمتلك الخبرات والسعي الجاد لتحقيق الإنجازات دون تهميش الآخرين، وأن نسعى للاستفادة من كل جديد، وأن نوقن بقول العزيز الحميد: »وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً» كل هذا لكي لا يكون مصيرنا مصير نرسيس ليس شرطاً بالموت الحقيقي فقد يكون موتا معنويا لأن مَن حولكم عنكم سيبتعدون ولن يكونوا فيكم واثقون، وستجدون أنفسكم في مجتمعكم مهمشين، فيا تُرى متى تستيقظون؟.