"سلمان بن عبدالعزيز" ذلك الرجل الذي ولد في الرياض عام 1354ه وبدأ بالرياض عام 1374ه وامتد من الرياض عام 1436ه ليحكم دولةً بحجم قارة لها تأثيرها على جميع القارات ولها ثقلها السياسي والاقتصادي على العالم أجمع. وكان لهذا الملك رؤيته الخاصة لحكم دولة بهذا الثقل؛ حيث اتضحت رؤيته الطموحة منذ أولى أيامه متربعاً على العرش الزاهي مُراهناً على الثروة البشرية التي تحتويها أرضه المباركة ويتمتع بها شعبه الوفيّ ؛ فكان أن تمّت خمس سنوات على حكمه الرشيد ونحن نرى هذه القفزات الهائلة في كل النواحي اقتصادياً وسياسياً ورياضياً وصحياً وسيادةً ونفوذاً وترفيهاً وتعليماً وانفتاحاً لم تشهد له المملكة العربية السعودية مثيلاً من قبل. ولم يكن إيمان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالشباب وحيويتهم وحماسهم وأفكارهم التحديثية آتياً من فراغ ؛ فقد كان لتوليه حكم العاصمة الغالية في العشرين من عمره والنجاحات التي توالت لخمسين عاماً زاهرة أثرٌ واضحٌ في إيمانه العميق بضرورة إعطاء الفرصة للشباب ليشاركوا في قيادة البلد تحت توجيهات رجلٍ دخل مدرسة الحياة وخاض معاركها فأصبح معلّمها الأول وقائد لوائها، فكان أن أصدر ذلك القرار التاريخي المفصلي في تاريخ الدولة السعودية بأن يتولى ابنه الشاب الطموح الملهم محمد بن سلمان ولايةَ العهد مع حقيبة الدفاع لتنطلق المملكة السعودية بهمّة هذا الشاب وطموحه وتوجيهات والده إلى سماءٍ لا سقف لها وحصد المزيد الأمجاد والإنجازات تحت مشروع الرؤية الطموحة 2030 . وقد أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه لله اهتماماً خاصاً بالتعليم والاستثمار في بناء الإنسان واقتصاد المعرفة من خلال الدعم الكبير لمنظومة التعليم العام والعالي والتعليم المهني ودعم برامج الابتعاث والمبتعثين. وهاهي الجامعة السعودية الالكترونية – بتعليمها النوعي المتفرد - شاهدٌ على حجم التطوير الهائل الذي شهده قطاع التعليم بوجه عام والتعليم الجامعي بوجه خاص منذ تولي خادم الحرمين الشريفين عرش المملكة ؛ حيث شهد التعليم الجامعي نقلةً نوعية بدءاً من اختيار الكفاءات لإدارة مفاصله الحيوية وصولاً إلى مجموعةٍ من القرارات والمشاريع الطموحة الهادفة إلى تجويد مخرجاته ، وما نظام الجامعات الجديد الذي تم إقراره مؤخراً إلا واحدٌ من الشواهد على ما يوليه مليكنا الشغوف بالعلم والمعرفة من اهتمام خاص بالتعليم ؛ حيث انتقل الاهتمام في عهده بالتعليم من مجرد الضخ المادي إلى رؤية متكاملة لها أهدافها الواضحة وطريقها المرسوم باحترافية ومهنيّة عالية نحو تعليم متكامل يحقق هدفه الرئيس وهو جودة المخرجات ومساهمة المؤسسات التعليمية في نهضة البلد وتطويره . وها نحن في الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نُطلّ على الدنيا من أوسع نوافذها ، ونُشرف على العالم من أشرف أراضيه ، ونؤثّر في الكون بقوّة وصلابةٍ وحزمٍ وتمكينٍ لا يسع العالم إلا الإقرار بهذه المكانة التي وصلنا إليها بقيادة رجلٍ بدأ من الرياض وانطلق منها بها إلى ما بعدها بحكمته وحنكته وبُعد نظره. أسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين قائداً وملهماً وأن يرزقنا شكر نعمته وأن يديم على بلادنا العظيمة نعمة الأمن والسلام والاستقرار في ظل قيادة ملك عظيم وولي عهدٍ طموح لنصل بهما ومعهما إلى ما يطمحان إليه من مزيد من الرفعة والسيادة والنماء . * مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف