يبدو أن لحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في عمَّان الدكتور علي الزهراني وبعض أعضاء الملحقية الثقافية السعودية والطلاب السعوديين في جامعة إربد بالأردن جلسات الشِّعر التي شاركتُ فيها أواخر أبريل 2010م في مهرجان الثريا للشعر العالمي الثاني بدعوة من ملتقى الثريا التنموي الثقافي بالأردن مع حزمة شعراء ضوئية من الوطن العربي - الأثر َالمؤثِّرَ في انتشاءات الروح بشعور الامتنان لتجارب شعرية سعودية، نثرت تقاسيمها من على المنابر الأكاديمية في جامعات عمَّان وإربد؛ حيث تنوعت بين الشِّعر الفصيح الذي مثله عبدالرحمن الحربي واعتدال ذكرالله، والشعبي ممثلًا ببلقيس الشميري وسعيد اليامي، فجاءت صورة القصيدة السُّعُودية بائنة مستبانة نوعًا ما للجمهور المتناغم هيكلةً للبُنية الفنَّيَّة للتراكيب التجانسيَّة من أنماط الشِّعر الجامع للشعراء المشاركين في المهرجان، الذين يتقدمهم الشاعر حسن بعيتي. لم تكن دعوة الأردن الأولى للمشاركة في مهرجاناتها الشِّعريَّة في الثُّريَّا الثاني؛ حيث تعثَّرت مشاركتي من قبل في مهرجان عرار، الذي كنتُ مترددة فيها، فأثبتُّ التأكيد في الثريا! ما كنتُ أنسى أو أتناسى كيف كانت كلمات رئيس المهرجان الدكتور سمير قدِّيسات معلِّقًا على قصيدتي الوطنيَّة التي سبق أن ألقيتها في افتتاحيَّة معرض الرياض الدولي للكتاب 2010م، ونثرتها مُجدِّدًا من على منصَّة جامعة البلقاء التطبيقيَّة في عمَّان، التي أشاد فيها بفحولة اللُّغة الشِّعريَّة وجهوريَّة الصوت السُّعُودي الأنثوي القادم من أرض الحجاز، فامتلأتُ وقتها بالانتشاء الافتخاري المفعم بالاعتداد بالموهبة وبدايات نشأتها التكوينية، وتعمَّدتُ أن ألقي من القصيدة بعض أبياتها المتناثرة من على منصَّات غرفة تجارة إربد ومجالس عشائر عمَّان وتجمُّعات الشُّعراء المشاركين في باص التنقلات بين عمَّان وإربد وسيارة الأجرة التي شاركني فيها الشاعر ياسر الأطرش وزوجته الشاعرة منى بزاز من دمشق إلى إربد ذهابًا وعودةً، وأحاديث السَّرد والجَرد عن حركة الأدب وتجارب الأدباء وقصص المثقفين مدار الطريق! وربما خاتلتني الذاكرة في اسم شاعرٍ دبلوماسيّ قد تكرَّم على الوفد المشارك بمأدبة غداء في بيته العشائري الراقي في أحد أرياف إربد وربما عمَّان وما خانتني في تأييده لسمير قدسيات في الغوص في عمق اللغة الشِّعريَّة وتفحُّص المفردات المعجميَّة التي أشار إليها وأنا أردِّدُ في مجلسه وعلى أسماع الحاضرين: نَجدُ الثَّقافةِ رتَّلتْ أَوْاردَهَا وِرْدَ المَعَارِفِ بالإبَاءِ المُتْرَع مُخْضَوْضِرُ الأفْكَار ِرَوضُ جِنَانِها والنَّثرُ يَشْدُو بالقَريِضِ المُمْرِع ِ والشِّعْرُ مَيَّاسُ الخُطَى بِتَرَنُّم يَصِفُ الهَوى بِلسَانِ صَبٍّ مُولَعِ زُهُرُ القصيدِ تَأنَّقَتْ وتَمايَدتْ تَختَالُ زَهْوًا في الجمَالِ المُبْدِعِ مَجْلُوَّةُ الأَذكَارِ في قَسَماتِها وَهَجُ الكَرَامَةِ بِالوَلاءِ الأَرْوَعِ لا الطَّائِفِيَّةُ أَيْنعَتْ في أُكْلِهَا عندَ الحِجَازِ ولا الجَهالةُ تَرتِعي زُمَرُ الغِوايَةِ قد نأتْ أبعادُها وَتَهَاوتِ الأحقَادُ لم تَتَرَعْرَعِ في بَوتَقِ الإعْجَازِ قد صُهِرَتْ رُؤَىً وَتَكامَلَ الوطَنُ الأثيِلُ بِما دُعِي لاكَتْ شمُوُسُ الحَقِّ سِربَالَ الدُّجَى وَتَشَعْشَعَ الأَمَلُ الجَمِيلُ المَطْلَعِ فتَهافَتَ الوُفَّادُ إذْ ضَجَّتْ بِهمْ سُُبلُ العُلُومِ النَّيِّراتِ اللُّمَّعِ لاَ يَسْتَنيمُ القلبُ طُرًَّا في الهَوى إذْ مَا ذَكَى الحُبُّ الجَميلُ بأضْلُعِي وكثيرًا ما ردَّدتُ أنَّ مهرجان الثريا للشعر العالمي يعدُّ من أبرز المهرجانات الثقافية الدولية التي تسهم في التعريف بالشعر العربي وخلق الفرص للشعراء العرب الشباب لعرض تجاربهم الفنية المتباينة الاتجاهات في مدارس الشعر العربي الفصيح منها والشعبي، وإيجاد علاقات تواصل مثمرة للشعراء الذين تركوا بصماتهم في الملتقى بجلساته المتنقلة ما بين عدة محافظات في الأردن وشتى أماكن الاستضافة من جامعات أكاديمية وكليات آداب وغرف تجارية ومجالس العشائر، فتشكل منظومة إبداع جميل يزين جبين الأدب العربي وتزدانُ منه مشارب الشعر وفنونه. الشاعر في جولة مع عدد من الضيوف الشاعرة تصدح بإحدى قصائدها في المهرجان