رسخت الدرعية وجودها في الصدارة، كوجهة تاريخية وحضارية وسياحية، ورفع اهتمام القيادة بالمملكة من شأنها وبروز حضورها في نفوس كل مواطن ومحب للوطن، وبالدعم الكبير على مدار العقود الماضية، تتربع حالياً على هرم الوجهات المميزة على مستوى المملكة، وتبقى الخيار الأول على جدول الزائر والسائح عقب وصوله العاصمة الرياض. الدرعية شهدت مساء الأربعاء قدوم قائد الوطن وعاشقها الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، ليدشن نقلة تاريخية لموقع تاريخي، ويتوج الاهتمام الذي شهدته الدرعية في عهده على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث وضع حجر الأساس لمشروع «بوابة الدرعية» الهادف إلى ترميم المنطقة التاريخية كمشروع تراثي ثقافي، وإعادتها إلى ماضيها التليد في القرن الثامن عشر، ولتصبح وجهة سياحية محلية وعالمية، وفق ما تملك من ميزات فريدة، تجعل منها جوهرة المملكة التي يصرف عليها الغالي والنفيس، وهي ستعطي كذلك الوطن وأبناء الوطن خيرات اقتصادية ومجتمعية، تسهم في تحقيق الرخاء والترابط المجتمعي اللذين تحرص عليهما قيادة المملكة، وتعمل على تحقيقهما وفق خطط ورؤية يديرها ويشرف عليها بشكل مباشر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية. وبلغة الأرقام قدرت قيمة هذه النقلة الجديدة لمشروعات الدرعية بمبلغ 64 مليار ريال، وهي سوف تتضمن بناء مجتمع حضاري تقليدي متعدد الاستخدامات يحتفي بالتاريخ الثقافي العريق للمملكة، وممتدًا على مساحة سبعة كيلومترات مربعة بحيث يوفر المخطط خمسة أماكن مميزة للتجمع والاستكشاف تشمل، ميدان الملك سلمان، ويقع في الجهة الشمالية ويمثل أكبر منطقة للتجمع في بوابة الدرعية، وسوف تتضمن فنادق جديدة بهوية تراثية تاريخية ومتاحف وفق أفضل التنظيمات العالمية، وهي تستهدف توفير خيار سياحي داخلي يجذب السعوديين والسعوديات، ويستهدف في الوقت نفسه السياحة الوافدة التي تهتم بالتراث والتاريخ، خاصة عقب فتح مجال التأشيرة السياحية بشكل أوسع من نهاية شهر سبتمبر الماضي. الدرعية شهدت مع نهاية العام الماضي، وللمرة الأولى بالمملكة والمنطقة، انطلاقة سباق فورمولا إي الدرعية، ونظمت على هامشه فعاليات متنوعة، شهدت حضور عدد كبير من الجماهير من داخل المملكة وخارجها، ويصادف اليوم الجمعة الموافق 22 نوفمبر 2019 «موسم الدرعية» الذي ينظم للمرة الأولى تحت مبادرة روزنامة «مواسم السعودية» الذي يضم 11 موسماً على مستوى مناطق المملكة، وسيشهد موسم الدرعية العديد من الفعاليات الرياضية والترفيهية المتنوعة والمختلفة، ويستهدف عبر أجندته، أكثر من مليون زائر طوال فترة الموسم الذي ينتهي في 21 ديسمبر القادم، ويتوقع أن يكون منهم نسبة من الأجانب، الذين يتاح لهم الحصول على تأشيرة سياحية إلكترونية بشكل ميسر وسريع، وهم من جنسيات 49 دولة مستهدفة كأسواق سياحية يتم دخولها المملكة بسهولة، ويعول على الموسم أيضاً انتعاش في معظم الخدمات المساندة لصناعة السياحة، وكذلك توفير فرص عمل دائمة وموسمية للسعوديين. الطريف في اليونسكو في الأول من أغسطس العام 2010، أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وهو الموقع السعودي الثاني الذي يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي بعد اعتماد تسجيل موقع الحجر «مدائن صالح»، وجاء هذا التسجيل بجوانب إيجابية عديدة للدرعية، حيث زادت وتيرة الاهتمام الشعبي بها من الداخل، وأضحت على قوائم جدول الزيارات للأجانب القادمين من الخارج، وأيضاً تنامي الاهتمام الحكومي في ذلك الوقت، عبر البدء بأعمال الترميم للمباني التاريخية والقصور والمساجد والأسوار وفق أفضل المعايير التي تسهم في المحافظة على الهوية التاريخية، وفي الوقت نفسها تجعلها مزاراً ونقطة جذب لكل قادم للعاصمة الرياض، خاصة في ظل الإطلالة الجميلة للدرعية على وادي حنيفة، ووجود مساحات خضراء تجذب المتنزهين من مختلف الفئات، وخاصة موقع البجيري الذي يضم أيضاً عدداً من المطاعم والمقاهي. الدرعية في عهد الملك سلمان، شهدت حضوراً سياسياً وشعبياً واهتماماً على مختلف الأصعدة، فالكثير من القيادات العربية والعالمية، والساسة الكبار التقوا خادم الحرمين الشريفين في قصره بالدرعية، ومنهم من زارها في جولات واسعة شملت حي الطريف وساحات البجيري وغيرهما من المواقع التاريخية والحضارية، وأسهم ذلك في زيادة تسليط الضوء الإعلامي والشعبي عليها، وأصبحت مقصداً للسعوديين وغيرهم وعلى مدار العام للتنزه، وزيادة المعرفة التراثية والتاريخية عن الدرعية وحضورها الطاغي في العهد السعودي. الدرعية مقصد للسياح من الداخل والخارج مشروعات جديدة ستزيد عامل الجذب للدرعية