القروني: مشاركة اللاعب أساسياً شرط رئيس الحربي: قلصوا عدد المحترفين الأجانب منذ موسم 2013 - 2014 الذي حقق فيه المهاجم ناصر الشمراني لقب هداف الدوري لم يستطع أي مهاجم سعودي آخر تحقيق اللقب مرة أخرى ومزاحمة المحترفين الأجانب التي استقطبتهم الأندية خلال المواسم الماضية، وباتت الملاعب السعودية تفتقد للهداف المحلي منذ غياب الشمراني الذي حقق اللقب أربع مرات، بالرغم من المحاولات لبعض المهاجمين السعوديين أمثال السعودي الوحيد محمد السهلاوي الذي كان منافساً قوياً لهداف الأهلي السوري عمر السومة في موسم 2015 إذ استمر تنافسهما حتى الجولة الأخيرة من الدوري التي حسم فيها السومة اللقب لصالحه بعدما سجل 22 هدفاً مقابل 21 هدف لمحمد السهلاوي. وسجل مركز الهجوم تراجعاً مخيفاً إذ لم تقدم الأندية أسماء محلية جديدة بعد أن كان هناك وفرة كبيرة في هذا المركز تألق من خلاله عدة أسماء منها مهاجم الهلال ياسر القحطاني ومهاجم الأهلي مالك معاذ وهداف الاتحاد نايف هزازي والسهلاوي مع النصر ومهاجم الشباب ناصر الشمراني، واستمر غياب المواهب السعودية عن خانة الهجوم بعد تعاقد معظم الأندية المحترفة مع أسماء أجنبية بصفة دائمة، مما أضر بالمنتخب الوطني بشهادة المحللين الفنيين، حيث يرى البعض أن وجود سبعة محترفين أجانب لكل نادٍ سبب رئيس في غياب المهاجم السعودي، واتجه آخرون إلى أن الأندية تفتقد للعمل المثالي في الفئات السنية التي من أبرز واجباتها صناعة المهاجم الهداف الذي يخدم المنتخب مستقبلاً. من جانبه رفض المدرب الوطني يوسف الغدير أن يكون وجود المحترفين الأجانب في المنافسات المحلية سبباً عائقاً في بروز المهاجم المحلي الهداف مبيناً أن اللاعب الذي يملك موهبة مميزة سيفرض نفسه بشكل قوي بالرغم من وجود العناصر الأجنبية بكثرة، واستشهد الغدير بمهاجم الأخضر ونادي الشباب الواعد عبدالله الحمدان الذي حجز لنفسه مكاناً أساسياً في ناديه وفي تشكيلة المدرب الفرنسي إيرفي رينارد موضحاً بأنه يقدم مستويات لافتة أجبرت الجهاز الفني لفريق الشباب الزج به ضمن التشكيلة الأساسية بالرغم من وجود المحترفين الأجانب". وأضاف "كذلك هناك قصور في عمل الفئات السنية بالأندية، إذ تتجه معظم الأندية إلى تحقيق إنجازات وقتية رغم أن الهدف الأساسي من هذه المرحلة هي صناعة وتأسيس اللاعبين وتقديمهم إلى الفريق الأول بعد تطور مستوياتهم". وتابع: "يجب على الأندية اختيار الجهاز الفني للفئات السنية بعناية كبيرة، ويجب أن يكون توجهها نحو المدربين الذين لهم سجل ناجح في إبراز المواهب الكروية، ولا تستهدف المدرب الذي يرغب في تحقيق البطولة في نهاية الموسم دون تطعيم الفريق الأول بلاعب مميز فنياً، فالعمل في الفئات السنية مختلف تماماً عن الفرق الأولى، حيث أن مدرب الفريق المحترف يوظف اللاعبين في المراكز المتاحة عكس مدربي درجة الشباب والناشئين إذ يتركز عملهم على تأسيس المهارات الأساسية للاعب سواء بالتحرك والسرعة والتغطية والضغط العالي وبعض الواجبات الرئيسة في كرة القدم". واختتم حديثه: "وبالرغم من قلة المهاجمين المحليين إلا أننا نملك بعض الأسماء التي فرضتها إمكانياتها وقدراتها مثل مهاجمي منتخبنا الوطني فراس البريكان وعبدالله الحمدان". من جهته طالب المدرب الوطني جاسم الحربي بتقليص عدد المحترفين الأجانب في المنافسات المحلية، وذلك لإعطاء الفرصة لأبناء الوطن والمواهب التي تصل إلى طريق مسدود مع أنديتها قبل تمثيلها الفريق الأول، موضحاً أن الفئات السنية في الأندية تزخر بلاعبين يمتلكون للمهارة والقدرات الفنية الجيدة وتحتاج إلى الثقة والفرصة فقط. وأضاف "الجميع يتفق على أن المتضرر الأول من تواجد العناصر الأجنبية بكثرة هو المنتخب السعودي إذ لم نعد نشاهد مواهب جديدة تقدمها الأندية بخلاف السنوات الماضية التي كان فيها عدد المحترفين الأجانب محصوراً بأربعة لاعبين. مضيفاً "لابد أن يُعطى اللاعب الفرصة كاملة للعب في المواجهات الرسمية، سواء في مركزي الهجوم أو الحراسة على اعتبار أن هاتين الخانتين تعاني بشكل أكبر عن خط الوسط، ولا يمكن أن يتطور مستوى أي لاعب من خلال التدريبات فقط، فالمشاركات الرسمية مع فريق ناديه تعتبر الرصيد الحقيقي لأي نجم قادم للكرة السعودية". واختتم حديثه: "أرجو من المسؤولين في اتحاد القدم اتخاذ قراراً جريئاً بعودة الدوري الأولمبي كما كان سابقاً وحينها سيكون هناك بروز كبير للاعبين المميزين خاصة بعد توفير الفرصة لهم من خلال تمثيل أنديتهم مع الفرق الأولمبية، بالتأكيد أن هذا القرار سيساهم بشكل رئيس في ظهور المواهب الشابة التي من خلال المشاركة المستمرة ستخدم المنتخبات الوطنية". ويرى المدرب الوطني خالد القروني أن سبب غياب المهاجمين المحليين هي الفرصة الضعيفة التي تمنح لهم من ناديين أو ثلاثة من أصل 16 نادياً في دوري المحترفين، موضحاً أن وجود المحترفين الأجانب بكثرة في الملاعب السعودية ساهم بقوة في غياب اللاعب السعودي عن المشاركة الفاعلة كلاعب أساسي مع ناديه وأوضح القروني بأن العناصر الأجنبية غزت الفرق السعودية بشكل كبير جداً مبيناً أن ذلك لا يقتصر على دوري المحترفين فقط، بل حتى في دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى إذ يتواجد أربعة لاعبين مع كل فريق، وفي دوري الدرجة الثانية يحق لكل ناد تسجيل محترفين اثنين غير سعوديين، مما أفقد العناصر المحلية المشاركة في جميع درجات الدوري السعودي. وأضاف "تمثيل الفريق في منافسات الدوري يعتبر شرطاً أساسياً للاعب المحلي الذي يريد أن يطور من إمكانياته ويستمر نحو النجومية ومنها إلى الانتقال للأندية الكبيرة الجماهيرية وتمثيل "الأخضر". وتابع: "يجب على الأندية أن تحدد أهداف عملها في الفئات السنية، وتعطي الأجهزة الفنية الأمان من خلال إيضاح ما تريده خلال الموسم، فمدرب الفريق عندما يشعر بالمساحة الكافية للعمل دون أي ضغوط سينجح في صناعة لاعبين مميزين فنياً، ومن الخطأ أن تتجه إدارات الأندية إلى إلغاء عقود المدربين بعد تدني المستويات والنتائج مباشرة". واختتم: من النماذج التي ما زلت أذكرها في تحديد الأهداف قبل انطلاقة منافسات الموسم الرياضي عندما كنت مدرباً لفريق الوحدة في ذلك الوقت قال لي الأمير عبدالمجيد -رحمه الله-: "لا أريد فريقا يصعد لدوري المحترفين فقط، أريد فريقا إذا صعد لا يهبط مرة أخرى". يوسف الغدير عبدالله الحمدان هارون كمارا فراس البريكان خالد القروني