لطالما غابت المرأة المثقفة في تبوك عن قاعات ومنابر النشاط الثقافي وحتى على مستوى المشاركات الكتابية في مناقشة وطرح القضايا الثقافية أو الفكرية، ولم يكن قبل سنوات قليلة يتجاوز حضورها الثقافي أمسية شعرية أو محاضرة أدبية، ومن المؤكد إننا هنا لا نعني خلو المنطقة من المثقفات والمبدعات أو أن هذا الغياب الثقافي لم يكن لهُ ما يبرره من أسباب وظروف، لكن اليوم ومع تسارع وتيرة التطور والتغيير الذي تعيشه المرأة السعودية في شتى المجالات، برز في المشهد الثقافي في تبوك عدد من المثقفات والكاتبات والمبدعات الجادات من اللواتي أسهمن في تعزيز وتنوع الفعاليات الثقافية الملموسة من إعداد وتنظيم ومتابعة وحضور لافت وفاعل لا يقتصر عليهن فحسب بل امتد إلى جذب كثير من سيدات المجتمع والأكاديميات من المنطقة، كما أنها تشارك بفعالية وجدية في الحراك الثقافي في المملكة من أمسيات وندوات ومحاضرات أدبية مختلفة. وعن هذا الدور المتنامي لمثقفات المنطقة أكدت د. عائشة الحكمي– الروائية والأكاديمية بجامعة تبوك -: بأن جهود المرأة المثقفة في إثراء المشهد الثقافي في تبوك مازال يرنو نحو مساحة في الجودة والحضور على المستوى المحلي والعربي كما يسير بخطوات تنسجم مع التطور الطبيعي في مختلف مجالات الحياة. وقالت الحكمي: قبل ثلاثة عقود كان يكتب عن تبوك بقلم الآخر المحلي والعربي ثم أصبحت هي تكتب عن نفسها بأقلام أبنائها إما المرأة قبل ثلاثة عقود لم يكن لها وجود على المستوى المؤسسي الثقافي. وبعض المثقفات الطليعيات الواعيات يسهمن في وضع اللبنات الثقافية من منازلهن، كما حاولن بشغف وتفان خالص للمعرفة والثقافة إلى أن ثبتت أقدامهن قولًا وفعلًا، أما مسألة فتح صالون ثقافي للمرأة لن تأتي مثقفة تفكر في تأسيس صالون ثقافي مثل سارة مشحن البلوي، التي حاولت تأسيس الصالون سابقاً فوقف مشروعها الجميل بالرغم من أنه كان نابعًا من شغف ثقافي فكري مستنير. وتكمل: إما اليوم ووفقاً للتطورات في المنطقة وتمكين المرأة، من الطبيعي أن يحظى الجانب الثقافي بحضورها وفعلها الملموس فأصبحت تتبنى الفعاليات وتنفذها وتطرح الأفكار وباتت أبواب المؤسسات الثقافية مشرعة للجميع، ففي النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون والمكتبة العامة والجامعة وقنوات الإعلام يحق للمثقفة أن تطرح وتشارك وتناقش. مؤكدة الحكمي بأنهُ من المهم اليوم أن تحضر وتتفاعل وتتقدم بصورة جادة والمثقفة هنا لا تنقصها العزيمة والإصرار للحضور القوي فقد ظهرت المثقفة التبوكية بحماس وثقة على المنابر الثقافية وتتحين الفرصة بترقب ولكن بعض المثقفات يحاولن إبراز الذات والإيهام بأنهن الأوائل في الساحة الثقافية وأنهن أتين بما لم يأت به غيرهن، وأن كان بعضهن تحتاج لتمكين ذاتها من المعرفة قبل كل شيء.