توصلت مصر إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعيد عدوان إسرائيلي على القطاع أسفر عن استشهاد 34 مواطناً، بينهم أطفال ونساء وإصابة 113 آخرين. ونقلت قناة إسرائيلية عن مصدر مصري قوله، إنه تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وبدأ سريانه صباح أمس. وحسب المصدر، وافقت الفصائل الفلسطينية في غزة على الاقتراح المصري بوقف فوري لإطلاق النار مقابل شروط وهي: وقف إطلاق النار والاغتيالات ووقف أعمال استهداف المتظاهرين على طول السياج الفاصل من طرف إسرائيل. وقد ثمن حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جهود مصر في وقف العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة. وفي تغريدة له عبر تويتر، كتب الشيخ: "نسأل الله الرحمة لشهداء غزة والشفاء للجرحى، ونوجه التحية لشعبنا العظيم الصابر المرابط، والشكر والتقدير للشقيقة مصر على جهودها في وقف العدوان الإسرائيلي". وأضاف، على إسرائيل أن تعرف وتدرك أن الحلول الأمنية والعسكرية لن تفضي إلى الأمن والاستقرار، ولا بديل عن الحل السياسي الذي ينهي الاحتلال وللأبد. من جهته أكد المتحدث باسم الجهاد الإسلامي، مصعب البريم في تصريح صحافي، بأن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بعد أن وافقت إسرائيل على شروط المقاومة. كما ذكر المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع، أن إسرائيل قبلت شروط الجهاد الإسلامي لوقف إطلاق النار، وأوضح أن الهدوء سيكون مقابل الهدوء بين الطرفين. وأشار يهوشع إلى أن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستصدر تعليمات جديدة وتحديث الإرشادات بعد الاتفاق. ويسود الهدوء الحذر منذ دخول التهدئة حيز التنفيذ باستثناء إطلاق رشقة الصواريخ والتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع بدون طيار في اجواء القطاع. وقد أفادت وسائل إعلام عبرية، أن صافرات الإنذار دوت بعدة مستوطنات بغلاف غزة، بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وقال موقع والا العبري، إن الصافرات دوت بمستوطنات نتيفوت، وشوكا، وبئيري بغلاف غزة، وتم إطلاق رشقة صاروخية ثقيلة من قطاع غزة. ونقل الموقع العبري، عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله: "تم تشخيص إطلاق خمس صواريخ من غزة تجاه الغلاف، مؤكداً أن القبة الحديدية اعترضت اثنين منها". وأشار الموقع، إلى أن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، لم تؤد إلى وقوع إصابات في صفوف المستوطنين بالغلاف. واستشهد منذ فجر الثلاثاء الماضي، 34 مواطنا فلسطينيا؛ بينهم القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا وزوجته أسماء، عقب قصف إسرائيلي على قطاع غزة، في حين أصيب 113 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. كما استشهد رسمي أبو ملحوس خلال الغارة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه على تويتر، إن أبو ملحوس قتل في غارة على دير البلح في قطاع غزة قبل سريان وقف إطلاق النار الذي بدأ صباح الخميس". وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أفادت بمقتل ثمانية أفراد من عائلة أبو ملحوس بعد استهداف منزلهم في غارة ليلاً، بينهم خمسة أطفال. ونفى الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب صحة التصريحات الإسرائيلية أن أبول ملحوس أحد قيادي الحركة، قائلا: "رسمي أبو ملحوس ليس قائداً ولا عضواً بارزاً في حركة الجهاد الإسلامي". وأضاف، رسمي أبو ملحوس معروف في منطقته كشخص محسوب على الجهاد الإسلامي، لكنه ليس قائداً. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس أن ثلث إجمالي عدد القتلى وغالبية المصابين هم من الأطفال والنساء. وذكرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في بيان صحافي، أن إجمالي حصيلة القتلى في جولة التوتر التي بدأت فجر الثلاثاء حتى صباح الخميس بلغت 34 قتيلاً بينهم ثمانية أطفال وثلاث سيدات، فيما بلغت حصيلة المصابين 113 جريحاً بينهم 46 طفلاً و20 سيدة. وأوضحت الكيلة أن نسبة الأطفال والسيدات الشهداء بلغت 32.35 % من مجموع الشهداء، فيما بلغت نسبة الأطفال والسيدات المصابين 59.4 % من مجمل عدد الإصابات. واعتبرت أن "هذه الحصيلة المُفزعة تشير إلى أن ارتقاء هؤلاء الشهداء لم يكن خطأ وإنما هو بفعل إصرار وتعمد مسبقين لدى جيش الاحتلال". وأشارت الكيلة إلى أن عوائل عديدة تشتت وفُجعت في العدوان الأخير، فيما أبيدت عائلات كاملة، كما حدث مع عائلة أبو ملحوس. من ناحيتها، قدرت وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، خسائر المنشآت السكنية جراء غارات الاحتلال بنحو نصف مليون دولار، موضحة أن 48 وحدة سكنية متضررة بشكل كلي وجزئي. بدورها، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، عن تضرر 15 مدرسة بفعل الغارات الإسرائيلية. بدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي العودة إلى الحياة الروتينية في بلدات ومدن غلاف غزة "بعد تقييم الوضع بين السلطات المحلية والمكاتب الحكومية" بما يتضمن إزالة جميع القيود في باقي مناطق البلاد.