التصعيد العسكري الحوثي يثبت أن الميليشيا غير مستعدة للسلام لم تخف ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران انزعاجها الكبير من نزع فتيل التوتر بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وتوصلهما إلى "اتفاق الرياض" برعاية المملكة العربية السعودية، وسارعت عبر قياداتها لمهاجمة الاتفاق بالتوازي مع تصعيدها عسكرياً. وفور نجاح المملكة في نزع فتيل حرب أهلية بين الفرقاء اليمنيين من خلال رعاية التوقيع على اتفاق الرياض، بدأت وسائل الإعلام الحوثية شن حملة إعلامية واسعة على الاتفاق من خلال قنواتها ومواقعها الالكترونية، مدعومة بتصريحات وخطابات لقيادات الميليشيا. وعبر رئيس ما تسمى اللجنة الثورية محمد علي الحوثي، عن انزعاجه من الاتفاق، وتناغم في هجومه على الاتفاق مع تصريحات وزير الخارجية الإيرانية، جواد طريف، الذي هاجم الأطراف اليمنية الموقعة عليه، محاولاً التقليل من أهميته. وكانت إيران من خلال ذراعها في اليمن تراهن على تصدع وتشتت المكونات اليمنية وانشغالهم ببعضهم البعض وانصرافهم إلى خلافات عبثية تستفيد من الأجندة الإيرانية وتطيل أمد الحرب الانقلابية. وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي اليمني، هاشم الأبارة ل"الرياض": "اتفاق الرياض عمل على تسوية الخلافات التي تخللت صف المكونات والقوى اليمنية المناهضة للانقلاب، وأعاد توجيه الجهود سياسياً وعسكرياً ضده، ومن هنا تستشعر الميليشيات بالخطر من الاتفاق". وأشار الأبارة إلى أن النزاعات والخلافات بين الأطراف اليمنية، كانت واحدة من أخطر الثغرات التي طالما استغلتها الميليشيا طيلة سنوات الحرب. وأوضح أن انزعاج إيران من الاتفاق يعود إلى سببين رئيسين أولاً: خوفها على أتباعها الحوثيين، كون الاتفاق يعزز وحدة وتماسك القوى المناهضة للانقلاب ويوحد القيادة والسيطرة. وثانياً: خوف إيران من أن المملكة أكدت على دورها المحوري في اليمن وقدرتها العالية على التأثير على جميع الأطراف اليمنية التي تجتهد على إبقاء علاقتها بالمملكة. وقال الأبارة: "نجاح اتفاق الرياض بجميع بنوده وحسب جدوله الزمني وبما يحقق غايته السياسية والعسكرية في الحفاظ على سلامة اليمن والالتزام بالمرجعيات والثوابت ومعالجة الإختلالات التي أعاقت وجود الدولة وأدائها وتوحيد الجهود عسكرياً ضد الانقلاب فرصة حقيقية لحسم هذه المعركة". وأخذت ردود الفعل الحوثية على اتفاق الرياض وتحديها لإرادة السلام الدولية مسارات عسكرية ميدانية أيضاً، حيث رصدت "الرياض" تصعيد الميليشيات في جبهة الحديدة، وشنت ضربات صاروخية بالستية على مدينة المخا بعد ثلاثة أيام من توقيع الاتفاق، كما واصلت عملياتها الهجومية بشكل مستمر منذ التوقيع على الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة بمحاذاة شرق مديرية الدريهمي، وواصلت التصعيد في منطقتي الجاح والفازة وقصفت مواقع الجيش اليمني في مديرية الجبلية إضافة إلى استهداف مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة. كما واصلت التصعيد منذ أيام في محافظة الجوف اليمنية، حيث هاجمت مواقع الجيش الوطني اليمني والمدنيين في مديريتي خب والشعف وبرط العنان وحاولت التقدم باتجاه منطقة اليتمة، بالتوازي مع تصعيدها في منطقة الفاخر ومديرية مريس بمحافظة الضالع، إضافة إلى أنها صعدت بشكل غير مسبوق عمليات القصف الصاروخي والمدفعي على عدة أحياء في مدينة تعز. وقالت الحكومة اليمنية على لسان وزير الخارجية عبدالله الحضرمي: "هذا التصعيد الحوثي يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الميليشيا غير مستعدة للسلام". واصفاً خروقاتها الأخيرة بالتصعيد غير المسبوق.