حققت المديرية العامة للسجون بالمملكة تحولاً نوعياً جديداً على مستوى برامجها الاصطلاحية الرامية لخدمة الموقوفين (من مواطنين ومقيمين) في قضايا أمنية متنوعة، بعد إطلاقها عدة مبادرات كان من أبرزها مبادرة (التقاضي المرئي عن بعد) والذي يربط بين إدارات السجون، والمحاكم بجميع مناطق المملكة عبر اتصال حي، صوتاً وصورة، بهدف إنجاز القضايا وإجراءاتها عن بعد، بيسر ومرونة والبت في أي محاكمة وبشكل علني وصريح. مما يسهم في اختصار الوقت والجهد ويحفف على الموقوفين. ويأتي تطبيق (التقاضي المرئي عن بعد) داخل إصلاحيات المملكة، وتوفير (خدمات التقاضي المرئي عن بعد) ضمن الخطة الاستراتيجية الجديدة التي وجه سمو وزير الداخلية بتنفيذها بالمديرية العامة للسجون بكافة إصلاحياتها بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، ضمن حزمة من البرامج التطويرية الهادفة إلى وضع اللبنات التأسيسية لمواكبة الرؤية الطموحة للمملكة 2030. «الرياض» قامت بجولة داخل سجن الملز بالرياض للتعرف عن قرب على مبادرة (التقاضي المرئي عن بعد) وأهميتها ودورها في البرامج الإصلاحية المقدمة للنزلاء الموقوفين في القضايا الأمنية المتنوعة، حيث التقينا عدداً من الموقوفين والقائمين على مركز (خدمات التقاضي المرئي عن بعد) بسجن الملز بالرياض. إنجاز القضايا بيسر.. واختصار الوقت والجهد والتكاليف العقيد العتيبي: النظام أحد أبرز الأمثلة الناجحة لتوظيف التقنية في البيئة الإصلاحية المحافظة على النزلاء من الوقوع ضحية لظاهرة العودة للسجن في البداية أوضح ل «الرياض» مدير سجن الملز بالرياض العقيد خالد بن مطلق العتيبي أنه إنفاذاً لتوجيهات سمو سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وبتعليمات ومتابعة من مدير عام السجون بالمملكة اللواء محمد بن علي الأسمري بدأت إدارة سجن الملز بالرياض بتنفيذ رؤية وتعليمات المديرية العامة للسجون الرامية على خدمة الموقوفين في قضايا أمنية متنوعة من المواطنين والمقيمين ضمن المعايير الدولية الرامية لحفظ حقوقهم والمحافظة على كرامتهم وتقديم أفضل الخدمات والبرامج الإصلاحية التي تسهم في خدمتهم وتوفر عليهم الوقت، في إجراء متطلباتهم وتنقلهم، وضمان حقوقهم، وتوعويتهم بحقوقهم وتحقيقها لهم حتى انتهاء محكوميتهم حيث تنوعت برامج التأهيل والإصلاح والبرامج الإصلاحية التي تقدمها المديرية العامة للسجون بالمملكة للموقوفين، في مختلف القضايا كل حسب قضيته والبرنامج الإصلاحي والتأهيلي الموجه له، بهدف المحافظة على النزلاء من الوقوع ضحية لظاهرة العودة للسجن مرة أخرى، والحفاظ على كرامته، وحقوقه أثناء فترة محكوميته، والعمل الجاد على تهذيب سلوك النزلاء، من خلال إعادة تأهيلهم، ليصبحوا أفراداً منتجين في المجتمع، وتعليم الموقوفين المعلومات الضرورية، ورفع مستواهم الذهني والاجتماعي، ومساعدتهم على التكيف داخل المؤسسة الإصلاحية، وخارجها، والعمل الجاد على تقديم أفضل الخدمات الإصلاحية، خلال فترة الإيقاف، إضافة لبرامج الرعاية اللاحقة للسجناء بعد خروجهم. النظام يعد من أبرز الأمثلة الناجحة لتوظيف التقنية في البيئة الإصلاحية وعن مبادرة (التقاضي المرئي عن بعد) التي بدأ تطبيقها في سجن الملز مؤخراً قال العقيد خالد بن مطلق العتيبي في حديثه ل «الرياض»: إن المديرية العامة للسجون شرعت بالتعاون مع وزارة العدل في تبني نظام التقاضي المرئي (المحاكمات عن بعد) حيث يعد هذا النظام أحد أبرز الأمثلة الناجحة لتوظيف التقنية في البيئة الإصلاحية. وأضاف العقيد العتيبي أن (التقاضي المرئي عن بعد) يعمل على ربط الموقفين (إلكترونياً) عبر دوائر تلفزيونية مغلقة بما يكفل للنزيل كافة حقوقه الشرعية والنظامية من داخل السجن دون الحاجة لنقله إلى المحكمة وما يترتب عليه من مخاطر أمنية وكُلفة تشغيلية عالية، ويتم توثيق المحاكمات للرجوع لها وقت الحاجة. "الرياض" تشهد تنفيذ عدد من المحاكمات "المرئية عن بعد" «الرياض» وفي جولتها داخل سجن الملز بالرياض وقفت عن قرب لرصد حي عن آلية تنفيذ تبني التقاضي المرئي (المحاكمات عن بعد) والذي تنفذه المديرية العامة للسجون بالتعاون مع وزارة العدل والذي عكس أبرز الأمثلة الناجحة لتوظيف التقنية البيئة الإصلاحية. ووقفت (الرياض) على جهود المديرية العامة للسجون لتنفيذ مبادرة (المحاكمات المرئية) حيث شرعت المديرية العامة للسجون على تصميم قاعات للمحاكمات داخل سجن الملز بالرياض، متكاملة التجهيزات (عالية الخصوصية، عازلة للصوت، وشاملة للتجهيزات المعمارية والتقنية) حسب مواصفات وزارة العدل، والإدارة العامة للسجون، وتمت تهيئة وتجهيز غرف محاكمة متكاملة منفصلة عن بعضها البعض، حيث تحوي (غرف المحاكمات) على دائرة ربط واتصال مستقلة ترتبط بخط اتصال على مدار الساعة، وتوفير خطوط اتصال بديلة في حالة الانقطاع المفاجئ، كما تحوي غرف (المحاكمات المرئية) على قناة اتصال مرئية سلكية ولاسلكية تدعم بروتوكولات الإنترنت وقناة اتصال صوتية عالية الجودة وعازل للصوت تقوم بلقط الصوت يدويًا وآليًا وشاشات لعرض القاضي أمام السجين من خلال نظام الاتصال عن بعد وجهاز التحقق من البصمة متوافق مع موصفات مركز المعلومات الوطني (NIC)، ويقبل التوقيع الرقمي، كما أن قاعات المحاكم المرئية قد مصممة بأحجام مختلفة حسب نوع المحكمة والخدمات المقدمة بها إلى كبيرة ومتوسطة وقياسية وتم تجهيز القاعات بأجهزة وأنظمة تقوم بتوثيق الجلسات بالصوت والصورة وتخزينها حتى يتم الرجوع لها بكل سهولة ومتابعة الطلبات المتعلقة بتلك الجلسات وتحوي شاشات لعرض أطراف القضية المتواجدين بالقاعة أو المتصلين بالقاعة من خلال نظام الاتصال عن بعد. وجود مترجم لغير المتحدثين بالعربية وقد تم توفير خدمة للترجمة داخل (قاعات المحاكمات المرئية) مرتبطة مع مركز الترجمة الموحد للقيام بعمل الترجمة بين القاضي وأطراف القضية باستخدام أحدث التقنيات المرئية والصوتية عن طريق تواجد المترجمين في المركز أو من مع إمكانية عمل الترجمة عن بعد من خلال الأجهزة الداعمة المختلفة في حالة كان أحد الموقوفين لا يتحدث اللغة العربية مع توفر خدمة شاشات لعرض القاضي وأطراف القضية أمام المترجم من خلال نظام الاتصال عن بعد وتفعيل جهاز التحقق من البصمة متوافق مع موصفات مركز المعلومات الوطني (NIC)، ويقبل التوقيع الرقمي، والعمل على توثيق الجلسات صوتاً وصورة. الرياض» تلتقي الموقوفين المستفيدين من خدمة المحاكمات » «الرياض» التقت بعدد من المستفيدين ومن المتوقع استفادتهم من خدمة المحاكمات المرئية بسجن الملز بالرياض لرصد انطباعاتهم عن الخدمات المقدمة لهم ومدى أهمية تطبيق مشروع ( المحاكمات المرئية عن بعد ) في الأصلاحيات ، واللذين أبدوا شكرهم للمسؤولين والقائمين على هذه المبادرات مؤكدين أن كثيراً من الخدمات التي أصبحت تنفذها المديرية العامة للسجون في إصلاحياتها، من البرامج الإصلاحية أصبحت اليوم من الأمور التي تقلل من حجم معاناتهم على حد تعبيرهم بعد ارتكابهم لأخطاء في يوم من الأيام يقومون اليوم بدفع ثمنه، مشيرين إلى أن مثل برامج ثقة، وبرنامج مراكز الأعمال للموقوفين في القضايا المالية، والإرشاد النفسي، والتأهيل للعمل، والتدريب وغيرها من البرامج الثقافية والاجتماعية التي أصبحوا يستفيدون منها أشعرتهم، بتحسن في حالتهم النفسية والمزاجية، مؤكدين أن مبادرة (المحاكمات المرئية عن بعد، خففت عليهم الحرج ومعاناة التنقل من الإصلاحية (مكان الإيقاف) إلى المحكمة حيث كانوا على حد تعبيرهم يشعرون بالحرج عندما ينظر إليهم الآخرين وهم في سيارات السجون مكلبين بالقيود، أما اليوم فتتم محاكمتهم في سرية، ويمكن لهم الاعتراض متى ما أرادوا على الحكم الصادر، إضافة إلى سهولة التواصل مع المحامي وحضور جلسة التقاضي إذا لزم الأمر. في البداية يقول (علي) أحد الموقوفين بسجن الملز بالرياض رغم مرارة الألم التي أشعر بها بسبب ارتكابي جرم في يوم ما وأنا اليوم أدفع ثمنه من حريتي ففي البداية كانت الصدمة والموقف صعب بالنسبة لي لكن بعد فترة من إيقافي بسجن الملز بالرياض والاستفادة من بعض البرامج الإرشادية والنفسية، وتسهيل عدد من الخدمات مثل خدمة (المحاكمات المرئية عن بعد) والتي أزالت عن معاناة التنقل من الإصلاحية إلى المحكمة في سيارة تابعة للسجون وتحت الحراسة المشددة ونظرات الناس الفضولية أصبحت اليوم يمكنني مقابلة (القاضي) عبر الدائرة التلفزيونية ومعرفة الحكم، وطباعته الفورية وأنا في نفس المكان، كما يمكنني أن أعترض على الحكم المقام علي خلال شهر من خلال خدمة الاعتراض، وبالأماكن التواصل مع المحامي وحضور جلسة الحكم والمرافعة دون شعور بالحرج، من جانبه يقول أبو خالد (المحاكمات المرئية عن بعد) أسهمت في رفع الحرج النفسي على السجين وأزالت رعب مواجهة القاضي وغيرها من الآثار النفسية والاجتماعية وهي خدمة كغيرها من الخدمات التي تقدمها السجون للموقوفين من جميع الجنسيات، وفي رأيي الشخصي أنها تؤدي نفس الغرض الذي يحصل عليه السجين عند الذهاب به إلى المحكمة الوقوف أمام القاضي، فالحكم سيكون هو الحكم بالطبع، سواء ذهب السجين للقاضي أم أتي إليه القاضي عبر الاتصال المرئي، والجميل في هذه المبادرة أنه يحق للموقوف المعارضة على الحكم الصادر بحقه خلال شهر من إصدار الحكم، وحضور المحامي وغير ذلك من الخدمات التي تخفف من هول المحاكمة. أما الموقوف (حسن) فأشار إلى ميزة أخرى من مميزات (المحاكمات المرئية عن بعد) وقال إن كثيراً من الموقوفين في قضايا يكون أغلب أصحاب الحق خارج المدينة التي يقوف فيها السجين ويكون لديه مماطلة في الحضور وأنا أرى أن المحاكمات المرئية عن بعد ساهمت في توفير الوقت على الأطراف وربط القاضي بجميع الأخصام والحكم الفوري العادل بكل يسر وسهولة. فيما يؤكد الموقوف أبو سالم أن المحاكمات المرئية ساهم بشكل كبير في التعجيل بإصدار الأحكام القضائية وعدم تأخير القضايا عن القضاة، حيث شعرت ومن خلال حديثي مع بعض الموقوفين سرعة صدور أحكام بحقهم، على عكس ما كان يسمع في السابق عن تأخر إصدار الأحكام على الموقوفين، لأسباب غير واضحة. البدء في تنفيذ إحدى المحاكمات دون الحاجة لنقل السجناء للمحاكم توفير التغذية الصحية للنزلاء الزميل مناحي يتابع إحدى المحاكمات عن بعد توفير مترجمين لغير الناطقين بالعربية من الموقوفين خدمة الاعتراض على الأحكام الصادرة للموقوف خلال شهر (عدسة / صالح الجميعة ) المديرية العامة للسجون تهيئ مواقع المحاكمات المرئية عن بعد