تقف المملكة العربية السعودية، على أعتاب مرحلة جديدة من تعزيز عالم الذكاء الاصطناعي، واستخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، في كل تفاصيل الدولة وشؤونها اليومية، وبخاصة في إدارة المشروعات الجديدة العملاقة، التي تراهن عليها رؤية 2030، مثل «نيوم» و»القدية». فما تشهده المملكة، منذ اعتماد العمل برؤية 2030، يؤكد أن هناك حراكاً تقنياً فعالاً، وأصبح الحديث في أوساط الحراك الحكومي عن الذكاء الاصطناعي، والتعلم العميق أو «البلوك تشين» و»إنترنت الأشياء» أمراً حياً وواقعاً ملموساً، يدعو للإعجاب والفخر، ويقود هذا الحراك التقني الفعال مؤسسات إبداعية مثل الجامعات وأودية التقنيات، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، التي ترى في المملكة سوقاً واعدةً، لتسويق برامجها التكنولوجية والتقنية. وإذا كانت المملكة منذ عقود مضت، وهي تسعى جاهدة، لأن يكون لديها أجيال متعلمة ومثقفة وواعية، تنشأ على تعزيز الابتكارات الحديثة، بعيداً عن التقليدية والمحاكاة، فهي اليوم مع تنفيذ متطلبات الرؤية، خطت خطوات واثقة، نحو تفعيل عالم الذكاء الاصطناعي، والوصول به إلى أبعد نقطة من التطور والازدهار والرفاهية، التي تنعكس إيجاباً على اقتصاد الوطن، وحياة المواطنين. مستقبل المملكة الباهر في عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، يؤكده مقال علمي، لشخصية عالمية متخصصة، وهي «أماندا روسو» رئيسة تطوير المحتوى الإعلامي في المنتدى الاقتصادي العالمي، التي أكدت أن المملكة تركز جهودها على التقنيات الناشئة، وكشفت أن الحكومات والشركات حول العالم بدأت تضخ أموالاً طائلةً في هذه التقنيات، وذلك لتعزيز نموها الاقتصادي والاجتماعي، وتوقعت «أماندا» أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو 400 مليار دولار مضافة إلى اقتصاداتها، على مدى السنوات ال15 المقبلة إذا تم تبني حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وذهبت «أماندا» إلى أبعد من ذلك، عندما توقعت بأن يضيف الاستثمار في الذكاء الاصطناعى داخل السعودية 12.4 % إلى ناتجها المحلي. خطوات المملكة، في تفعيل عالم الذكاء الاصطناعي، تجسدت في التحول الرقمي، الذي أحدثته المملكة، كجزء من خطة التحول الوطني 2020، في الفترة التي سبقت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، بجانب طرح إصدار خدمات ال5G، وإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن النسبة العالية في استخدام الهواتف المحمولة، وتعزيز خدمات الإنترنت، وقيام مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإطلاق مركز الثورة الصناعية الرابعة، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وهذه علامات تدل على أن البلاد، قد سلكت طريق التقنية الحديثة من قمة الهرم، ولن تحيد عنه مهما كانت التحديات والصعاب.