تعتمد نسبة كبيرة من المنشآت المتوسطة والصغيرة بمختلف دول العالم على قطاع السياحة لتشغيلها واستمرارية أعمالها بوتيرة تحقق لها أرباحاً جيدة، وتوفر فرص عمل مجزية لملاكها وجميع العاملين بها. وفي المملكة على وجه التحديد، ومع بدء التأشيرة السياحة المتاحة لمختلف جنسيات العالم، يتوقع أن يكون للمنشآت المتوسطة والصغيرة حضور في مجالات مرتبطة بصناعة السياحة وما تتطلبه من خدمات مساندة عديدة توفر للسياح مختلف احتياجاتهم منذ قدومهم لمنافذ المملكة وحتى اللحظات الأخيرة لعودتهم لأوطانهم. السياحة لا تنحصر بالفنادق وشركات الطيران وفي هذا الصدد يقول ماجد بن عبدالمحسن الحكير عضو مجلس إدارة غرفة الرياض ورئيس لجنة السياحة والترفيه بالغرفة، «إن السياحة عموماً وكنشاط اقتصادي لا ترتبط بمجالات يحصرها البعض في زيادة حركة المطارات والطيران وشغل الغرف بالفنادق والنقل فقط، فهناك بلا شك عشرات الجوانب الاقتصادية ذات الارتباط بالسياحة كصناعة تعتمد عليها دول كبيرة في زيادة الناتج الوطني، وزيادة فرص العمل، فالسياحة مصدر رزق لمنشآت متوسطة وصغيرة، وحتى للأفراد بحيث تتيح لهم مداخيل إضافية». ويضيف، « إذا تحدثنا بشيء من التفصيل في هذا الشأن فنحن نتناول الخدمات المساندة لصناعة السياحة، التي ستزيد في بلادنا مع فتح التأشيرات وتسهيلها لمختلف دول العالم، فهذه الخدمات التي يلائم الكثير منها المنشآت المتوسطة والصغيرة، تسهم وبشكل كبير في تنويع الموارد الاقتصادية التي تسعى لها دولتنا من خلال القطاعين العام والخاص، وهذه المنشآت أصبحت الآن تستخدم التقنية في الكثير من أعمالها، ولذلك إدارتها وأعمالها اللوجستية قد تحتاج لعدد قليل من الإداريين، ولكنها بالمقابل تحتاج لمن يوصل خدماتها لأكبر فئة من المستهلكين، وبالتالي توفر فرص عمل للسعوديين والسعوديات، فتنظيم الرحلات السياحية للأجانب مناسب لنشاط منشآت متوسطة، ويمكن توزيع التخصص بينهم لمجالات عدة فهناك من ينظم رحلات للسواحل، أو للجبال أو للمزارع، ورحلات أخرى للبراري والصحارى، وهناك من يتخصص للجوانب التراثية والآثار وما يرتبط بهما من اهتمامات أخرى كتصنيع تحف أو أدوات تراثية من البيئة السياحية والمنطقة التي يقبل عليها السياح». واستطرد الحكير «المجال في توفير أعمال ملائمة لمنشآت متوسطة وصغيرة مرتبطة بالسياحة واسع جداً، ولكن من المهم لمن يفتتح نشاطاً في هذه الجوانب أو يحول نشاطه لمجال يرتبط بالسياحة، أن يدرس السوق الذي يرغب بالعمل فيه جيداً، ويطلع على تجارب الآخرين سواء داخل المملكة أم خارجها، وأن يكون ملماً بأعداد وتدفقات السياح وجنسياتهم وقدرتهم المادية، والجوانب التي يهتمون بها، ويبحثون عنها عند قدومهم لمختلف مناطق المملكة، وأيضاً يجب أن يعرف هذه المعلومات من مصادر موثوقة، ويستشير ويدرس خطوته الاستثمارية المرتبطة بالسياحة من خلال متخصصين، وكذلك يستطيع أن ينطلق ببدايات بسيطة ويتوسع في عمله ويستعين بقوى عاملة وطنية بشكل تدريجي، والمملكة اليوم من أبرز دول العالم التي تتجه حالياً لدعم هذه المنشآت الصغيرة والمتوسطة، بعدة وسائل وطرق، من خلال هيئة حكومية مخصصة لهذا القطاع، ومن خلال بنك التنمية الاجتماعية، ومن صندوق الموارد البشرية «هدف» كما أنه مطلوب من الشركات الكبرى والبنوك، أن تزيد من أسهامها بدعم مشروعات ريادية وصغيرة مرتبطة بالسياحة لكونها مستقبلاً ستحقق استدامة تخدم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص العمل الجديدة». السياحة مولدة للأفكار من جانبه يؤكد المرشد السياحي أحمد الجعيد من خلال خبرته في هذا المجال لأكثر من 15 عاماً، أن فتح التأشيرة السياحية في المملكة لعدد كبير من دول العالم، سيكون له أثر مباشر على نمو اقتصادنا، ويدعم بشكل كبير وواضح قيام مناشط عديدة ترتبط بالسياحة الوافدة من مختلف الجنسيات العالمية، فمن صناعة السياحة وتمددها الاقتصادي تتولد العديد من الأفكار التي يمكن أن تكون نواة لأعمال استثمارية جديدة، وأيضا تستوعب فرص الأعمال الجديدة. ويضيف «عند سفرنا لمختلف دول العالم نشاهد العديد من الأفكار العملية لأنشطة صغيرة ترافق السياح في كل موقع، فاحتياج السياح يتعدى توفير الفندق ووسيلة النقل، إلى مجالات أخرى عديدة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، توفير الأطعمة والمشروبات الشعبية والمعروفة في المجتمعات المحلية التي يرغبون بزيارتها، وكذا الشأن لتوفير هدايا وتحف وملابس ذات صبغة محلية تعبر عن المجتمع الذي قطعوا آلاف الأميال من أجل زيارته والتعرف على ثقافته». وفي ختام حديثه نوه الجعيد بتميز السعوديين والسعوديات، في طرح وتنفيذ أفكار اقتصادية عديدة، ومع وجود التأشيرة سنلمس من يطرق أبواب رزق جديدة سواء على مستوى الأفراد أو كمنشأة صغيرة تقدم فكرة تستهوي فئات معينة من السياح بحسب جنسياتهم وتلبي اهتماماتهم، ومن المهم أن تكون هذه الأفكار نابعة من تراث المجتمعات المحلية، وما تشتهر به من مجالات زراعية أو تراثية أو تعبر عن طبيعة المنطقة سواء جبلية أو ساحلية. أحمد الجعيد ماجد الحكير