شدد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على ان يكون أهم سياحة لدينا هو الحج والعمرة وزيارة المدينةالمنورة وهذه لا تتوفر في بلدان العام إلاّ بالمملكة فقط وأكد سموه في كلمته التي ألقاها مساء أمس في حفل افتتاح الملتقى الأول للسفر والاستثمار السياحي حرص الدولة على النهوض بقطاع السياحة وتنميته وتطويره، بما يتناسب مع مكانة المملكة وسمعتها وإمكاناتها ومقوماتها الكبيرة، وبما يتوافق مع قيمنا وتقاليدنا وتراثنا الذي نعتز به كثيراً وهي ما يمثل بالنسبة لنا أهم ركائز تنمية السياحة في بلادنا. وكان سموه ألقى كلمة خلال الحفل قال فيها "الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم. أصحاب السمو والمعالي والسعادة.. الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. يسرني بمناسبة افتتاح الملتقى الأول للسفر والاستثمار السياحي السعودي ان ارحب بكم ضيوف الملتقى وكافة المشاركين متمنياً لهم طيب الإقامة ولأعمال الملتقى التوفيق والنجاح. أيها الاخوة الكرام تحظى السياحة بأهمية بالغة في مختلف دول العالم حيث لم تعد تقتصر على الترفيه والتسلية والسفر بل أصبحت ترتبط بشكل كبير بالنمو الاقتصادي والأنشطة الثقافية والاجتماعية والبيئة. وهي الآن إحدى النشاطات الاقتصادية المهمة للتنمية الشاملة، وجذب الاستثمار في مشروعات الخدمات العامة والبنية التحتية، ومصدراً لزيادة الدخل وتوفير فرص التوظيف والاستثمار. لقد حرصت الدولة وبتوجيه ودعم كريم من القيادة الرشيدة، وفي ظل ما تحققه المملكة من نمو اقتصادي كبير بفضل الله تعالى، على النهوض بقطاع السياحة وتنميته وتطويره بما يتناسب مع مكانة المملكة وسمعتها وإمكاناتها ومقوماتها الكبيرة وبما يتوافق مع قيمنا وتقاليدنا وتراثنا الذي نعتز به كثيراً، وهي ما يمثل بالنسبة لنا أهم ركائز تنمية السياحة في بلادنا. والآن ومع هذه التوجيهات والجهود الخيرة والقبول الاجتماعي الذي تحظى به السياحة، أصبح ينظر للسياحة في المملكة أيضاً كفرصة للنمو الاقتصادي، وينظر للسياحة في المملكة أيضاً وسيلة مهمة تسهم في تعريف المواطنين بما تمتلكه وتزخر به بلادهم من مقومات وإمكانات طبيعية وحضارية وتراثية، مما يوثق تلاحم المجتمع وترابط أفراده، وتوطيد روح المواطنة لديهم، وينمي اعتزازهم بثقافتهم وأشدد على ان يكون أهم سياحة لدينا هو الحج والعمرة وزيارة المدينةالمنورة وهذه لا تتوفر في بلدان العالم إلاّ بالمملكة والحمد لله على ذلك، ولقد وضعت الدولة المواطن نصب عينيها وهدفها الرئيس في كافة المجالات، ومن بينها تنمية السياحة كأداة لتحقيق النفع للوطن والمواطن، وليستفيد وأسرته من المقومات السياحية الكبيرة داخل بلاده، لتكون بإذن الله مقصداً رائداً للمواطنين سواحاً ومستثمرين. أيها الحضور الكرام.. أرحب بكم مرة أخرى وأشكر لكم حرصكم على المشاركة في أعمال الملتقى، كما أشكر كافة الجهات المنظمة التي عملت في سبيل انجاح الملتقى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كلمة الأمير سلطان بن سلمان بعدها القى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة كلمته حيث أكد بأن ملتقى السفر والاستثمار السياحي، "يبشر بمرحلة جديدة من تنمية السياحة الوطنية، وهي مرحلة الاستثمار وجني الثمار". لافتاً إلى ان الهيئة عملت خلال المراحل السابقة على جمع شتات وتنظيم هذا القطاع الاقتصادي الكبير. "واعتمدت في ذلك منهجاً يتفق مع توجيهات القيادة الكريمة، ونهج الدولة في التنمية الشاملة، وان يتوافق نمو السياحة مع القيم المحلية ويستند على أسس من الشراكة والتكامل مع المناطق ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص وشرائح المجتمع. وقد أنجزت الهيئة العديد من المبادرات والمشاريع الرئيسة اللازمة لهيكلة وتنظيم هذا القطاع الاقتصادي الجديد". وأضاف بأن الهيئة وضعت أسس التطوير لمنظومة من الوجهات السياحية الجديدة على ساحل الخليج والبحر الأحمر والمناطق المميزة الأخرى، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المالية ووزارة الزراعة، والانطلاق بأولها مشروع تطوير وجهة العقير السياحية، والذي ينظر إليه كنموذج استثماري يحتذى به في تطوير المواقع والوجهات السياحية الأخرى. وأشار سموه إلى بدء إنشاء منظومة من مراكز خدمات الاستثمار السياحي لتقديم الدعم للمستثمرين. وتطوير مسارات جديدة للاستثمار في قطاع الايواء السياحي، بالتعاون مع مؤسسات الدولة ذات العلاقة، بما في ذلك الفنادق والشقق المفروشة، والايواء المتخصص كالفنادق التراثية، والنزل البيئية والاستراحات الريفية، ومنشآت المشاركة بالوقت، وفي مجال الخدمات السياحية كالمدن الترفيهية، ومراكز الغوص، وتنظيم الرحلات والفعاليات والمهرجانات السياحية، بالإضافة إلى الاستثمار في مجالات الحرف والصناعات التقليدية، والنقل السياحي، وخدمات الأدلاء السياحيين. وأضاف بأن الهيئة استكملت نظام التأشيرة السياحية الإلكترونية بالتنسيق التام مع وزارات الداخلية والخارجية والحج، كما بدأت بالترخيص لكل من منظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين والمتاحف الخاصة، ولمنشآت الإيواء بنظام المشاركة بالوقت. واعرب سموه خلال الفترة المقبلة، مع إقرار الدولة لمبادرات الهيئة الأساسية اللازمة لهيكلة هذا القطاع الاقتصادي الكبير، ان تستكمل عملية تنظيم قطاعات السياحة الوطنية، ومن ذلك تنظيم كامل لقطاعات السفر والسياحة بما في ذلك إعادة تصنيف قطاعات الإيواء والخدمات السياحية، وتطوير أدوات تحفيز الإستثمار والتمويل السياحي بالتعاون مع وزارتي المالية والاقتصاد والتخطيط، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتطوير سياحة المعارض والمؤتمرات والأعمال بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة. بعد ذلك ألقى الأستاذ عبدالله بن سلمان الجهني نائب الأمين العام للتسويق والإعلام رئيس اللجنة التوجيهية للملتقى أشار فيها إلى أهمية هذا الملتقى الذي ستنظمه الهيئة سنوياً وقال بأن الملتقى يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة سياحية للمواطن والمقيم في المقام الأول، والتعريف بالمقومات والفرص الاستثمارية السياحية، ووصف الجهني الملتقى بأنه "مهرجان سياحي" يأتي تنظيمه تنفيذاً لمبادرة الهيئة العليا للسياحة التي تعمل على تسهيل تنمية مستدامة لصناعة السياحة في المملكة. ثم القى معالي الأستاذ عبدالله بن أحمد زينل علي رضا وزير التجارة والصناعة كلمة اشار فيها لتقرير منظمة السياحية العالمية الذي أكد أن عام 2007م شهد ذروة السياحية التي لم يشهدها ربع القرن الماضي حيث ارتفع عدد السائحين في العالم إلى 700مليون سائح في شتى أفرع السياحة. وذكر زينل بأن تقرير منظمة التجارة العالمية أكد أن العائد من قطاع الخدمات السياحية وصل في عام 2007م إلى 970مليار دولار ليصبح اكبر قطاع في تجارة الخدمات. ثم القى الاستاذ عبدالرحمن بن راشد الراشد رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية كلمة اشار فيها إلى أن الاستثمارات السياحية وصلت في عام 2007م إلى نحو 1.3تريليون ريال، وبلغت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي نحو 6%. وقال بأن الدور الذي لعبه ويلعبه القطاع الخاص في النشاط السياحي كان له الأثر الكبير في تنمية وتطوير السياحة بشكل عام والسياحة الداخلية خاصة. وبين أن مستقبل صناعة السياحة في المملكة يرتكز بشكل اساسي على كيفية استغلال المزايا المتعددة التي تنفرد بها المملكة في مجال السياحة، والتي تتمثل في وجود الحرمين الشريفين، والتنوع المناخي والجغرافي والثقافي، وتوفر رأس المال، والحركة التجارية والاستثمارية النشطة التي تميزت بها أسواق المملكة خلال السنوات الأخيرة. وفي ختام الحفل تم توزيع الدروع على مسؤولي الشركات الراعية.