في ظل التطور التقني الكبير الذي تشهده صناعة الإعلام، تبرز 6 تقنيات سيستعرضها منتدى مسك للإعلام الذي يعقد في القاهرة يوم السبت المقبل 26 أكتوبر، تحت عنوان "التحولات الذكية في صناعة الإعلام"، هي روبوتات الدردشة والواقع الافتراضي وتقنية تحسين محركات البحث والصحافة الآلية والطائرات المسيرة ومنصات الفيديوهات المباشرة، حيث يتزايد اهتمام المؤسسات الإعلامية بهذه التقنيات على مستوى العالم، وهو ما أحدث تغيراً في قدرة وسائل الإعلام على التأثير والتواصل مع الجمهور من جانب، وتوفير الحلول الإعلامية السهلة والسريعة للمتلقي أياً كانت اهتماماته من جانب آخر. وتعتمد تقنية روبوتات الدردشة "شات بوت" على تتبع الأخبار الرئيسة، وتظهرها للمستخدم في مواقع التواصل الاجتماعي بحسب اهتمامه، وتاريخه في محركات البحث، فيما تمكن تقنية الواقع الافتراضي المستخدم من أن يكون وسط الحدث، وتنقل له مشهدًا واقعيًا، ينتج عنه تفاعلًا عاليًا مع الأحداث الراهنة، في حين تعتبر تقنية تحسين محركات البحث ( SEO ) ضمن أكثر التقنيات التي يحتاجها صانع المحتوى، خصوصا مع التحديثات المستمرة التي دخلت عليها، وتستخدم من أجل تحسين ظهور المحتوى الإلكتروني في أعلى نتائج محركات البحث. أما تقنية الصحافة الآلية التي سيستعرضها المنتدى أيضاً من خلال أحد جلساته، فهي تساعد الصحفي أو الناشر في عمليهما، إذ تترجم وتحلل البيانات من أجل صناعة المحتوى، بينما تستخدم تقنية الطائرات المسيرة "الدرون" لجمع البيانات أو لأغراض إعلانية، حيث تعتبر وسيلة أقل تكلفة من استخدام الهليكوبتر، وأكثر فاعلية في التقاط المقاطع، بينما تتيح تقنية منصات الفيديوهات المباشرة للصحف والبرامج التلفزيونية، تقديم نشراتها اليومية بعرض مباشر، لجذب الجمهور وإشراكهم في الحَدث. ومع هذا التحول الذي تبرز فيه هذه التقنيات وغيرها من المتوقع أيضاً أن توفر أنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي أكثر من ذلك، حيث نرى بوادر ذلك جلياً في الحملات الإعلامية المنظمة التي ترتكز على منطلقات تفكير وتوجهات وسلوكيات الجماهير لتعمل بعد ذلك على مخاطبتهم إعلامياً وفق أهواءهم عبر أدوات الإعلام المتنوعة، وهو ما جعل المنتدى يأخذ بعين الاعتبار ضرورة التوعية بالأدوات والأساليب وتمكين جيل الشباب من الإعلاميين من اكتسابها والتعامل معها. ويهدف المنتدى إلى رفع مستوى الوعي لدى الشباب بالتطورات والحلول الإعلامية في خدمة الأفراد والمجتمعات، واستكشاف فرص العمل المتاحة أمام الشباب في كافة مجالات الإعلام، وتسريع نقل المهارات والتقنيات المتقدمة في مجالات الإعلام إلى الشباب العربي، والإسهام في تمكين المنطقة من تحقيق الريادة في صناعة المحتوى الإعلامي، وتحقيق التواصل المثمر بين الشباب المهتمين ورواد الإعلام المشاركين. وتبرز أهمية أهداف منتدى مسك للإعلام في الوقت الذي أصبح أمام صناع الإعلام الكثير من التحديات، بعدما تغيرت أدواته مع ظهور المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي تحديداً، وهو ما أثر على المتلقي الذي أصبح مطالباً بزيادة الوعي حول التطورات التي لحقت بصناعة المحتوى الإعلامي وأدوات ترويجه من أجل المساهمة في خدمة مجتمعه ومواجهة التزييف الإعلامي والأفكار الهدامة، وكسر هالة تغييب العقول الذي يسهم فيه بعض مخرجات الذكاء الاصطناعي سواء كان ذلك على صيغة تطبيقات ترفيهية أو معلوماتية. وتتقاطع أهداف المنتدى مع أهداف مؤسسة مسك الخيرية في تنمية المهارات الإعلامية، ومواكبة أحدث الممارسات في مجال الإعلام، من منطلق أهمية ألا يتخلى الإعلام عن مسؤوليته الاجتماعية كوسيلة بناء وتنمية تزيد من مستوى الوعي وترتقي بالمجتمع والوطن، إذ أن اهتمام "مسك الخيرية" بالإعلام كركيزة أساسية بدء مبكراً منذ تأسيسها، من خلال إطلاق ملتقى "مغردون" وكذلك ملتقى "شوف"، اللذين دمجا فيما بعد في منتدى مسك للإعلام. ويسعى مركز المبادرات عبر ما يوفره من منصات وبرامج تدريب إعلامية وورش عمل إلى إثراء الفكر الشبابي بالجوانب المتعددة للتعامل مع وسائل الإعلام، ورفع مستوى الوعي وسيسلط المنتدى الضوء على قصص النجاح التي قادها عدد من الشباب في المجال الإعلامي بعد أن استفادوا من التحولات الذكية وأسهموا في صناعة محتوى مدمج من الأخبار والترفيه، ورفع مستوى الخدمات الإعلامية التفاعلية التي تعتمد بعض منها على الذكاء الاصطناعي في ظل انتشار تقنيات الجيل الرابع والخامس في الأجهزة الذكية، ووفقاً لموضوع منتدى مسك للإعلام، فإن أبرز المتغيرات التي تواجه صناعة الإعلام تكمن في السباق المستمر والمنافسة بين المؤسسات في سرعة الوصول للجمهور عبر مختلف أنواع المحتوى الموجه سواء كان خبرياً أو معرفياً أو ترفيهياً وطرق نشره ورصده وتحليله، وما يصاحب ذلك من حملات إعلامية ذكية أصبحت تعطي بيانات وأرقام حول توجهات الجمهور واهتماماته ومدى تعاطيه مع أي منتج إعلامي كان.