لفت انتباهي وأنا أطالع في تجارب التخطيط والتصميم العمراني في بعض المدن ومنها على سبيل المثال نيوجرسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية ارتفاع مستوى شراكة السكان في العملية التنموية المكانية حيث تمثل مشاركة السكان إحدى المراحل المهمة في العملية التخطيطية لأي مكون من مكونات المدينة، وقد أعجبت كثيراً بالتجربة حيث تعمل المدينة على إعادة تصميم ميدان بيرغن التاريخي وذلك لإعادة تنشيطه كساحة حضرية عامة، وقد تم إطلاق استبيان عام تم عنونته بماذا تحب أن ترى في الساحة الحضرية وأتيحت المشاركة للسكان والقطاع الخاص لإبداء وجهات النظر، وتم اعتبار ما تم التوصل إليه من مقترحات موجهاً رئيسياً في عملية التصميم والتطوير النهائي للساحة الحضرية. أسرد هذه التجربة وأنا أرى بعض المشروعات التي لم يتحقق لها النجاح في بعض المناطق والمدن وقد تم الإحجام عنها، وقد يكون أهم عامل في عدم القبول بها هو عدم تلبيتها لاحتياجات ورغبات السكان. إن هذا النموذج التشاركي الذي روعيت فيه حاجات المجتمع مهم جداً أن يتم تبنيه في كثير من المشروعات في المناطق والمدن لا سيما أن التخطيط السليم لمكان ما يجب أن ينطلق من اعتبارات وأسس معينة من أهمها تقدير احتياجات السكان نظراً لأن إشباع رغبات الناس وتلبية احتياجاتهم تمثل أحد أهم رواسي العمل العمراني، ومحفز للتفاعل والحراك التنموي الإيجابي، وموجّه مهم نحو تطوير وتحسين المجتمع والبيئة ككل نظراً لأن مجال العمران والسكان هو مجال ارتباط وثيق له علاقة بالتأثير السلوكي والثقافي. إن العوائد الإيجابية من مشاركة السكان في العمل التنموي كبيرة ولعل من أهمها بناء شراكة مع المجتمع بمختلف فئاتهم باعتبارهم أساساً وهدفاً للتنمية وذلك يكون بتوسيع دائرة المشاركة من خلال عقد اللقاءات والندوات واستطلاع الرأي للخطط والبرامج التنموية في المدن، كما أنها داعم كبير في مجال دعم وقبول القطاع الخاص والمستثمرين في ضخ الاستثمارات في المشروعات التي تكون واضحة ومعلنة ولها القبول العام، وهذا يضمن بلا شك الإقبال على المشروع التنموي بعد تنفيذه. *متخصص في التخطيط العمراني والتنمية