تتبعثر الكلمات وتتنافر الحروف عندما تكتب عن رجلٍ طيب، سكن القلوب، وأحبته النفوس، رحل عنّا وتركنا نتجرع ألم الفراق. أبو ياسر عبدالله بن سليمان المبارك رئيس نادي الرائد الأسبق وعضو اتحاد كورة القدم سابقا، رحل فجأة من بيننا، لم يكن رجلا رياضيا فحسب بل كان إنسانيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان طيبًا إلى أبعد حدود الطيبة، يعمل المعروف أيًا كان من يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس. ابو ياسر كان دمث الأخلاق، طيب اللسان، عالي الهمة، كان له أضحوية خميسية يجتمع في بيته الأصدقاء والزملاء والأحباب، فلما أصبح الدوام يوم الخميس جعلها سبتية، يقوم هو بخدمة جلسائه وصب القهوة والشاي لهم، دائما ما يثني ويقدر ويحفز. أبو ياسر رجل الأحسان والخير والطيبة. يجمع ولا يفرق، يداوي ولا يجرح، يصل ولا يقطع، توفي رحمة الله وهو في رحلة مع زملائه الذين تخرجوا من معهد التربية الرياضية قبل خمسين عاما وهذا يدل على قوة صتله بالناس وتوفي وهو يقدم مشهداً من الاحسان حتى للطيور عندما نثر الحب لها. ابو ياسر استطاع من خلال شخصية الحميدة الدخول إلى قلوب زملائه واصدقائه كاسبا احترامهم وتقديرهم، جمع ابو ياسر النبل، وحب الخير، وكرامة النفس، وكافة الصفات الحميدة، مهما كتبت عن ابي ياسر فلن آتي على جميع خصاله، ومناقبه، يُقدر ويحترم ولا تسمع منه الا الكلام الطيب، فنال الاحترام، والتقدير، والمعزة. ابو ياسر كما الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، توتي أكلها كل حين. ابو ياسر كما النخلة الباسقة ذات الطلع النضيد، وها هو ابو ياسر يموت كما الاشجار تموت واقفة؛ ماذا عساي ان أكتب، وقد فقدنا روحاً طيبة ولساناً معسولا، وقلبا صافيا ابيض كبياض الثلج. رحمك الله يا ابا ياسر يا سفير الكلمة الطيبة والأخلاق الفاضلة.